الخميس، 5 فبراير 2015

غيرة أم أنانية ؟؟؟


غيرة أم أنانية ؟؟؟
كتبت / جيهان السنباطى
يقولون دائما أن وراء كل رجل عظيم إمرأة أعظم , ودائما تنسب نجاحات الرجال الى النساء , فهى القادرة على تحمل الصعاب من أجعل شريك حياتها , وهى المسئولة عن توفير الجو الملائم الذى يساعده على الإبداع فى مجاله , وهى التى تقبل التضحية بكل حب حتى لو كانت تلك التضحية على حساب مستقبلها وتحقيق ذاتها , فالعاطفة عندها جياشة وهى التى تحركها , وعطائها لمن تحب بلا حدود ولاتنتظر منه سوى الكلمة الطيبة التى يغفلها معظم الأزواج أو ربما يبخلون بها عليهن .
تُرى ... إذا قُلبت الآية وأصبحت المرأة هى التى تحتاج الى المساندة والعون من الزوج حتى لو كانت مساندة معنوية فقط حتى تحقق ذاتها فى مجالها , فهل سيكون الرجل الذى يشاركها حياتها هو هذا الشخص الذى يقف بجانبها ويساندها ويساعدها حتى تكون كما تتطلع أن تكون أم لا ؟؟
تقول إحدى الزوجات فى رسالتها التى تضمنت رسالة لوم وعتاب لشريك حياتها , تقول فيها :
تزوجته بعد قصة حب كبيرة , وقبلت الزواج منه وهو مازال فى بداية حياته , كان موظفاً حكومياً لايتعدى راتبه منذ خمسة عشر عاماً سوى خمسمائة جنية , وانا كنت خريجة جامعية ولكن لاأعمل وقتها , قضينا أول عامين من زواجنا ونحن نحاول أن نشترى الأجهزة والمستلزمات المنزلية التى كانت تنقصنا , ورزقنا بأول طفل , ورغم ضيق اليد حاولنا الإهتمام به وتوفير مايلزمه من غذاء ودواء , لكن كان راتب الزوج لايكفى فقررت أن أنزل الى مجال العمل , وبالفعل تم تعيينى فى إحدى الهيئات الحكومية , فى البداية كنت أحصل على راتبى وأعطيه لزوجى لينضم الى راتبه مساعدة منى فى مصروف البيت وكنت أحصل منه على مصروف يومى , ثم وجدت ان ما أحصل عليه غير كاف فقررت أن أخوض تجربة العمل فى مجال آخر أحببته منذ نعومة اظافرى ولكن لم تسنح لى فرصة ممارسته وهو العمل الصحفى , فالتحقت بإحدى الصحف الورقية بجانب عملى الحكومى وقررت الإحتفاظ براتبى الخاص منه لنفسى , وكان ذلك بعلم من زوجى ورضا منه بشرط ألا يتعارض هذا العمل مع مسؤلية البيت والاولاد , وتخيلت أنه سيساعدنى على تحقيق حلمى على الاقل بتخفيف العبىء الخاص بمسؤليات البيت عنى , لكنى وجدته يحاول زيادة أعبائى والضغط على أعصابى , وتعمد تعطيلى أثناء قيامى بعملى الذى كنت غالباً اقوم به من منزلى , فعندما يرانى ابدأ فى العمل تزداد طلباته من شاى وقهوة وأكل , وغسيل ملابسه الخاصة , وإذا لم يوجد له ملابس للتنظيف يأتى لى بملابس نظيفة لغسيلها مرة اخرى بدعوى أنها تغيرت ألوانها , وتزداد نبرة العصبية ويبدأ فى إنتقاد كل شىء فى المنزل , فهذا فى غير مكانه , وتلك المنضدة على سطحها ذرات من التراب , والأولاد يبعثرون ألعابهم فى غرفتهم , والمطبخ غير مرتب وهكذا .....
فكنت تفادياً لكل هذا أنتظر إستسلامه للنوم وابدأ ممارسة عملى المكلفة به فى هدوء , فكنت أجده يستيقظ من نومه ليبحث عنى وعندما يجدنى أقوم بعملى يقولى لى متهكماً قومى نامى بلا وجع دماغ هتاخدى ايه يعنى من كل ده , ورغم حرصى الشديد على تماسك أسرتى إلا أننى وجدت أننا خطوة بخطوة زادت الفجوة بينى وبين زوجى , وبدأ بالتدريج التخلى عن تحمل مسؤليتى المادية , حتى أنه فى حالة مرضى لايمد لى يد المساعدة ويتركنى أعالج نفسى بنفسى حسب مايتوفر لى من مال , وإمتنع عن شراء إحتياجاتى , وكأنه يعاقبنى , لكن كل هذا لم يجعلنى أتراجع عن حلمى خاصة بعد أن إستطعت فى فترة بسيطة من أن أثبت تواجدى على الساحة دون مساعدة من أحد , واصبح لى إسم معروف يتردد فى الصحف والمواقع الألكترونية .

ربما لو لم أكن عنيدة , وعندى إصرار على النجاح , لكنت إستسلمت لرجل يريد أن يعود بى الى الوراء , رغم أننى لو كنت مكانه لكنت قدمت ما أستطيع لرفعته ونجاحه , ترى لماذا يفعل بعض الرجال هذا , ولماذا يكون هذا هو موقفهم من زوجاتهن اللآتى يحاولن التفوق فى مجالهن ؟؟؟ هل هذا بدافع الغيرة ؟؟؟ أم نوع من الأنانية ؟؟
تم النشر فى :
شموس نيوز - عيون مصر - النبأ - شباب النيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق