الأحد، 1 فبراير 2015

مين يصبر على كده ؟؟


مين يصبر على كده ؟؟
كتبت / جيهان السنباطى
رسالة وصلتنى من زوجة مقهورة تتحدث عن نوع غريب من الرجال أردت أن تتعرفوا عليه وتبدوا رأيكم فيه , واليكم القصة التى كتبتها من وحى إعترافاتها الباكية ببعض تفاصيل حياتها معه :
تزوجته عن حب , والحب أعماها عن رؤية صفات قميئة كثيرة فيه , تقبلته كما هو على حاله , ولم تفكر يوماً أن تغير مافيه من صفات لاتعجبها , كانت ترى فيه كل جميل , تزوجته وكلها أمل فى أن تكون حياتها معه مليئة بالفرح والسعادة والتفاهم , ودام هذا الزواج عشرة أعوام , أنجبت فيهم ولد وبنت , كانوا بالنسبة لها ضوء عيونها , ونسمات الهواء الذى تستنشقه , وكانت إبتساماتهم فى وجهها كفيلة بأن تنسيها هموم الدنيا .
كانت الزوجة ربة منزل لاتعمل , و الزوج هو من يتحمل الإنفاق على الأسرة , فى أول زواجها عرضت عليه أن تشترى هى طلبات المنزل لكنه رفض , فتقبلت الأمر ببساطة ولم تعترض , وعرضت عليه فى مناسبات آخرى عدة أن تخرج لتشترى طلبات أبنائها لكنه أيضاً رفض , حتى طلباتها الشخصيه كان يرفض أن تنزل هى لشرائها بنفسها , وكان دائما يبرر ذلك بأنها لاتجيد التعامل مع الناس , ولاتعرف كيف تشترى ولاكيف تقتنى الأحسن والأنسب والأفضل سعراً .
لم تعتاد منه أن يمنحها مصروفاً شخصياً فى يديها , كما أنه تعود ألا يترك مالاً فى المنزل للظروف الطارئة فى عدم وجوده , وكان هذا يضعها دائما فى مواقف محرجة حينما يحين موعد دفع فواتير الماء والكهرباء والغاز , حيث لم يكن لديها المال فتضطر الى أخذ كعب الإيصالات من المندوب ليقوم زوجها بالسداد بعد ذلك .
لم تكن تبالى بما يحدث , ودائما تختلق له الأعذار , لكن مع الايام كانت تجد نفسها فى آخر إهتمامات زوجها , وكثيراً مايتناساها فى الأعياد والمناسبات الخاصة وهو يعلم أنها لن تتكلم ولن تطلب لطبيعتها الخجولة , فكان مثلاً يشترى ملابس العيد له ولأولاده وكل يوم يأتى ليعرض عليها ماإشتراه وهو فرح مسرور , والأولاد فى حالة سعادة غامرة , وتبقى عينيها مسلطة على الأكياس المغلقة , وكلها أمل فى أن يفاجئها زوجها بهدية خاصة لها , أو ثوب جديد للعيد , ولكن يفتح الزوج كيس وراء كيس حتى لايتبقى شىء , وتبقى هى فى حالة إندهاش وحزن لاتعبر عنه حتى بكلمة أوف , تنظر اليه وتريد أن تصرخ فى وجهه وتطلب حقها منه لكنها تصمت خوفاً من أن يتسبب ذلك فى مشاكل تهدد سعادة أبنائها , وتمر الأيام وأعياد وراء أعياد وهو على هذه الحال لايتغير .
الأمر الأكثر غرابة أنه دائما مايشعرها بأنه ينفق الكثير , ويشترى الأحسن , ولاتكاد لقمة تلوكها فى فمها تنتهى حتى يذكر لها أن تلك اللقمة كلفتنى كذا جنيه وأنه كان هناك الأرخص لكنه فضل شراء الأغلى , وفى وقت الغذاء وكالمعتاد يومياً , تحضر الزوجه السفرة التى أجهدتها وقوفاً فى المطبخ لإعدادها أكثر من خمس ساعات , وما أن يتم رص الأطباق وتبدأ يديها تتقدم الى أول طبق فيقول لها الأسعار إرتفعت جداً البامية دى ب عشرة جنية , والملوخية ب 7 وطبق السلطة ده بيتكلف مش اقل من 10 جنيه , فتقول له اه فعلاً هنعمل ايه الله يكون فى عونك , وتتقدم لتكمل غذائها وتختار قطعة من اللحم , فتجده يقول لها اللحمة النهارده ب 70 جنيه مش حرام الأسعار دى فين الحكومة الناس الغلابة تاكل منين , العيش ده بنص جنيه دلوقتى حافظوا عليه مترموش منه حرام , وهى تقول له حاضر , ويستمر هذا الحديث على هذا النحو الى أن ينتهى الغذاء .
وتختتم الزوجة حديثها بقولها : إحساس صعب جدا أنك تكون فى بيتك ولك حق فيه , وقايم بواجبك فيه على أكمل وجه , وتجد أن شريك حياتك بيعد عليك اللقمة اللى بتاكلها , والنفس اللى بتتنفسه , ومفيش حتى كلمة شكر على أى حاجه تعملها , ولاتقدير للمجهود المبذول فى البيت ومع الأولاد ومعاه هو كمان , صعب جدا تكمل حياتك مع حد مش شايفك ولاحاسك , حد كريم مع أولاده ومع نفسه وبخيل عليك مش بس فى المال والاحتياجات لأ وكمان بخيل فى مشاعره وإحساسه .
تفتكروا ممكن حد يصبر على كده ؟؟؟

 تم النشر فى :
الجمهورية اون لاين - ابناء النيل - شموس نيوز - الطليعة - النبأ - مصر الحرة - شبكة اخبار مواطن - عدن اوبزرفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق