السبت، 28 فبراير 2015

حرب القنابل البدائية


حرب القنابل البدائية
كتبت / جيهان السنباطى
أصبحت القنابل البدائية الصنع , والقنابل الصوتية , سلاح العناصر الإرهابية المفضل فى مصر , لنشر الخوف والرعب فى نفوس المصريين , فلم يعد يمر يوماً إلا ونسمع أنباء عن قنابل إنفجرت فى مناطق سكنية أو تجمعات بشرية أو مواقف أتوبيسات النقل العام , أو ذرع قنابل أسفل السيارات فى الشوارع والميادين , أو فى مقالب القمامة أو بالقرب من محطات البنزين , أو فى مؤسسات وهيئات الدولة , أو فى القطارات وعربات المترو وساحات الإنتظار فى مطار القاهرة الدولى , ونسمع أيضاً عن إبطال مفعول العديد منها على يد القوات الأمنية المتخصصة , هذا الى جانب ماتخلفه تلك الإنفجارات من خسائر فى الأرواح والمنشآت .
الواضح من تكرار هذا المشهد , هو إصرار الجماعات الإرهابية على تصدير صورة سلبية للخارج عن الوضع الأمنى فى مصر , وإرباك وإرهاق وإنهاك القوات الأمنية وتشتتها وإظهارها فى موقف الضعيف الغير قادر على مواجهة خطر بدائى بسيط يتعرض له المصريون , فالقنابل البدائية رغم ضعفها وقلة تاثيرها إلا أن تكرارها بهذا الشكل سيزيد من غضب الشارع وربما إنقلابه على السلطة الحاكمة الحالية , وربما يلجأ آخرون الى الإنضمام الى تلك الجماعات بدافع الإنتقام من حكومة لم تستطع الحفاظ على حقه فى الحياة سالماً وهو ماتسعى إليه العناصر الإرهابية .
كما أن هذا المشهد يؤكد مدى الغضب والحقد والكره الذى يُكنه هؤلاء الإرهابيين لكل من ساند وأيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وحكومته , فأصبحت المواجهة ليست فقط مع قوات الجيش والشرطة ولكنها تعدت ذلك لتصبح مواجهة شرسة مع المصريين العُزل لافرق عندهم بين أن كانت إمرأة مسنة أو شيخاً أو طفلاً , الذى يهمهم فقط هو إسقاط الدولة والقصاص الأعمى من الأبرياء الذين يساندون رئيسهم ويتمسكون به لا لشىء سوى لأنهم يتوسمون فيه خيراً ويتطلعون الى أن تشهد مصر فى عهده التنمية والبناء بعد أن عانى أعواماً كثيرة من الفساد والهدم .
ومن الملاحظ أن تلك العمليات دائما ماتحدث عقب جولات السيسى الخارجية التى يسعى فيها جاهداً الى تحسين صورة مصر فى الخارج وطمأنة المستثمرين فى هذه الدول على الأوضاع الأمنية فى مصر ودعوتهم الى حضور المؤتمر الإقتصادى المزمع عقده فى مارس المقبل للإطلاع على أفضل الفرص الإستثمارية التى تتمتع بها مصر .
 يتوهم هؤلاء الإرهابيين أنهم بتلك الأفعال سيسقطون حكماً ويستبدلونه بآخر , ولم يعوا بعد مدى كارثية مآساتهم التى يعيشونها , ولم يفقهوا معنى أن يُصر الشعب على الإطاحة بحكمهم , وأن يستجير بقواته المسلحة التى أجارته , بل لم يفهموا بعد أسباب خسارتهم التاريخية لثقة الشعب التى إنقلبت الى كراهية , ولايدركون معنى أن الشعب أصبح رافضاً لهم رفضاً نهائياً ويصر على عزلهم وعدم إتاحة الفرصة لهم للعودة الى العمل العام , ليتهم يعلمون أنه من شبه المستحيل أن يكون لهم عودة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق