الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

السعادة غاية لايمكن إدراكها

كتبت : جيهان السنباطى
من صعوبة وقسوة مانواجهه فى حياتنا من عقبات وأزمات ومشاكل , تتاثر حالتنا النفسية والبدنية سلبيا , فينال منا الإكتئاب والحزن والملل وتختفى السعادة والإحساس بجمال وروعة الحياة , حتى نصبح كالألات تتحرك بلا إحساس ولا مشاعر , مجرد خطوات نخطوها يوميا بلا تفكير لإتمام المطلوب منا أسريا أو مجتمعيا , ونظل هكذا أعواما حتى نفاجأ بأن  السنوات مرت بنا  سنة تلو الاخرى , لاندرى كيف مرت , فقط وجدنا أنفسنا نخرج من مرحلة عمرية الى مرحلة عمرية اخرى دون أن ندرى , وإستسلمنا بإرادتنا الى حكم الزمن الذى بدأ ينحت على ملامحنا خطوطا عميقة , يحوى كل خط منها شقاء وعناء سنوات عديدة مرت بنا , وذكريات طفى على السطح الأصعب والأكثر حزنا منها على القليل من السعادة بداخلنا , حتى إعتادت ملامحنا على العبوس , وتحجرت مشاعرنا وأحاسيسنا لتصبح كتلة من الحزن والكأبة , ويصبح الطريق الى السعادة حينها دربا من الخيال , لانعرف السبيل اليه , الغريب أن هذا الإحساس لايقتصر فقط على من سرق الزمن من أعمارهم سنوات عديدة دون أن يمنحهم لحظات من السعاده يتذكرونها , بل طال حتى من هم فى مقتبل العمر , شباب فى عمر الزهور يحاول إستكشاف أولى خطواته الى المستقبل ليصنع لنفسه حياة فيصطدم بما يحول بينه وبين تحقيق حلمه , فينتابه الحزن الشديد وتكسوا ملامحه الظلمة والكأبة والملل, وتشيخ نفوسهم قبل أوانها , وحينما تسألهم عن ماهو الطريق الى السعادة لايجيبون , بل ويتهكمون على السائل ويبادرون بسؤاله أين هى تلك السعادة التى تتشدقون بها , لم نرى فى حياتنا أى سعادة , وكأننا خلقنا للشقاء فقط فى هذه الدنيا , أين السعادة ونحن بلا عمل ولا زواج ولا إستقرار , أين السعادة ونحن تائهين لانعرف ماتخبئه لنا الأيام , اين السعادة ونحن فى زمن الأخ يقتل فيه أخاه , لماذا لم نكن مثل فلان الذى يملك المال والجاه , ولماذا لم نكن مثل هذا الذى ينعم بالزوجة الصالحة والأولاد , لماذا هم معهم مالم نستطع الحصول على مثله أو حتى أقل ؟؟
حقيقة الأمر أن هناك اسئلة كثيرة محيرة وصعب أن نجد لها إجابات وافية , ولكن مانتفق عليه جميعا هو أنه مامن إنسان إلا ويسعى الى تحقيق هدف للوصول الى السعادة , فهى مبتغى الجميع , ولكن كل واحد منا يبحث عنها بطريقته وعلى حسب رغباته وإحتياجاته وتطلعاته , فمنا من يبحث عنها فى المال والجاه , أو بالزواج والأولاد , أو بالإستزادة من العلم والمعرفة , ولكن مع كل المحاولات لبلوغها قد يدركها البعض وهم المحظوظون فى الدنيا , فى حين يظل البعض الاخر يبحث عنها طيلة حياته ولايجدها فتمتلأ نفسه بمشاعر الحقد والحسد والكره على الاخرين حتى لايتبقى مكانا داخله للحب , لابد أن نعلم أن السعادة غاية لا يمكن لأي إنسان إدراكها لأنهُ لا يستطيع تحديد مكانها وزمانها أو تحجيمها، فهي كائنة في طبيعتنا وإنسانيتنا وحضورنا وواقعنا وقناعتنا وتصرفنا وأيضًا في كل عمل نؤديهِ لأنفسنا أو لغيرنا فعلينا أن نعى ذلك جيدا وقبل أن نحقد على الاخرين نفكر لماذا جافتنا السعادة وإبتعدت عنا وذهبت لغيرنا .
ودعونا نتسائل هل إذا توفرت لدينا كل إحتياجاتنا ورغباتنا ستتحقق السعادة وسنشعر بها فى حياتنا ؟؟ الإجابة بالطبع لا .... لأن هناك من لديه كل شىء ولايشعر بالسعادة وهناك من حرم من نعم كثيرة فى الدنيا ومع ذلك لاتفارقه الإبتسامة .. إذن السعادة ليست فيما نحصل عليه أو نمتلكه ولكن السعادة فى الشعور بالرضا بما كتبه الله سبحانه وتعالى لنا دون حسد ودون إنزعاج من الواقع , فنعمة الرضا هى التى تمنحنا الشعور بالسكينة والطمأنينة وإنشراح الصدر وراحة الضمير , كذلك يجب أن نتعلم كيف نحب أنفسنا كما هى بكل مميزاتها وعيوبها , ونكون على يقين بأنه ليس هناك إنسان كامل فالكمال لله وحده , وإذا أحببنا أنفسنا سنتعلم كيف نحب الاخرين ونتقبلهم كما هم , تعلم أن تحب ضعفك كما تحب قوتك , وإبحث دائما عن النجاح , وإن فشلت مرة حاول مرات اخرى ولاتيأس , فالحياة تجارب , لسنا مطالبين بالنجاح فى كل الإختبارات التى سنواجهها , ولكن على الأقل لانستسلم للفشل كى نبلغ هدفنا ألا وهو "السعــــــــــادة" .

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه :
الجمهورية
بلدك
مجلة شمس المستقبل
الفجر
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
عيون مصر
وكاله انباء مصر
مصر 11
الشاهد المصرى
عدن الغد
وكاله انباء الصحافة العربية والافريقيه
حصـــــرى
البلاد
التحرير اليوم

السبت، 26 أكتوبر 2013

باسم يوسف .. الشخصية الأكثر جدلا فى مصر

كتبت : جيهان السنباطى
وعاد باسم يوسف ليؤكد أنه مازال الشخصية الأكثر جدلا على الساحة الإعلامية المصرية ... وأنه بإعتراف الجميع ممن كانوا ينتظرون على أحر من الجمر موعد إعادة بث برنامجه الإسبوعى الذى يذاع على قناة (   (cbcيعد شخصية لها كاريزما خاصة , وقبول لدى الجميع , كما أنه يتميز بخفة ظل قد لاتتوفر لدى معظم الإعلاميين الحاليين أصحاب برامج التوك شو المعروفة , وأنه لديه حرفية وإبداع لاتنكرها ضحكاتنا عند متابعته , وقد إتضح إهتمام المتابعين والمشاهدين لبرنامجه من خلال تفاعلهم معه وأبداء أرائهم عن محتوى ماقدمه فى برنامجه عبر شبكات التواصل الإجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر , فبمجرد ظهوره على الشاشة فى برنامجه المسمى ( البرنامج ) بعد فترة إنقطاع عن العمل طويلة حتى أصبحت تلك المواقع عبارة عن ساحة حوار مشتعلة يمثل باسم يوسف المحور الأساسى فيها , وإستمرت التعليقات أثناء بث البرنامج وبعد إنتهائه وحتى الأن , فكان هناك من يراه قد أصاب لب الحقيقة بتحليله للمواقف والأحداث التى مرت على مصر منذ توقف البرنامج وحتى الأن ... وهناك من يراه خائنا وعميلا وكذابا غير أفكاره من أجل حفنة من الأموال أوخوفا من بطش السلطة الحالية , كما أن هناك من أعلن إحترامه وتقديره له وهناك من لعنه وسبه بأسوأ الألفاظ  ....
أما أنا ف بغض النظر عن محتوى ماقدمه فى برنامجه أعلن إحترامى له ليس لشىء سوى لأنه إستطاع لفت أنظار الجميع اليه وإلتفافهم حوله مؤيدا ومعارضا , وإستطاع أن ينول إهتمام الكثيرين الذين كانوا ينتظرون بدأ برنامجه من جديد حتى من يختلفون معه فكريا , كما أنه إستطاع أن يصنع لغة حوار جادة على مواقع التواصل الإجتماعى حتى أصبح إسمه يتردد فى الدقيقة الواحدة مائة مرة , ودعونا نفكر بموضوعية وهدوء الأن عن سبب غضب الكثيرين مما أثاره فى برنامجه بالأمس , بوجه عام لم يلقى الجزء الأول من البرنامج إعتراضات كثيرة حيث أنها تناولت بشكل عام الأحداث التى مرت بمصر منذ توقف برنامج ( البرنامج ) وحتى بدأ بثه مجددا , وكان التناول بشكل سريع من خلال عبارات مستخلصة مما تم تناوله فى وسائل الإعلام المختلفة أظهرت مدى الإنقسام الفكرى وإختلاف التوجهات السياسية فى المجتمع .
أما الجزء الثانى من البرنامج والذى تناول فيه الوضع الراهن بدء من الحديث عن الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور وإنتهاء بالفريق عبد الفتاح السيسى فهذا هو ما أثار حفيظة وغضب الكثيرين حتى طالب البعض منهم بمقاضاته ووقف برنامجه وإغلاق القناة , حيث أنهم يؤكدون على أنه لايصح أن تكون  تلك الرموز الوطنية محل إنتقاد أو سخرية من الأخرين للحفاظ على مكانتهم العظيمة فى المجتمع وهذا لايختلف عليه إثنان وأنا منهم , فتلك الرموز لها إحترامها ومكانتها ولا أنكر حب وتقدير معظم الشعب المصرى لدور الفريق عبد الفتاح السيسى فى إنقاذ مصر من جحيم الإخوان المسلمين حتى أصبح بطلا قوميا إستطاع إختراق قلوب الملايين من الشعب المصرى فأحبوه حبا جما .
وحقيقة الأمر أن باسم يوسف لم يسخر من تلك الرموز بشكل مباشر بل حرص أن يقدم ملاحظاته عليهم بأسلوب خفيف يعتمد على مقتطفات من تعليقات المواطنين خاصة فيمايتعلق بالرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور والذى لم يكن يعلم عنه الكثيرين شىء ربما لندرة ظهوره إعلاميا للشعب وخطاباته المختصرة التى لاتتعدى مدتها الخمس دقائق فقط .
نفس الشىء حدث مع تناوله لما يخص الفريق عبد الفتاح السيسى فهو لم يسخر منه بشكل مباشر ولم يقلل من شأنه ولم ينكر مكانته فى قلوب المصريين الذين أحبوه فأصبحوا يعشقون صورته حتى أنها وضعت على قطع حلوى الشيكولاته وعلقت فى غرف النوم وعلى القلادات الذهبية , فهو لم يكن يبغى الإساءة الى هذا الرمز الذى أحبه أنا شخصيا وابجله , لكنه أراد أن يقول للشعب أن الفريق السيسى بالفعل بطل قومى أنقذ مصر من دمار محقق على يد الحكم الإخوانى وأن إستجابته لنداء الشعب ومواجهته للضغوط الخارجية والداخلية وتحمله تلك المسؤلية العظيمة إنما هى شجاعة رجل عظيم ومواقف قوية إفتقدناها منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبقدومه وظهوره على الساحة السياسية قد أحياها بداخلنا , ولكــــــــــــــــــــــــــــــن ... لايجب أن يصل حبنا لهذا الرمز لدرجة العبودية التى تجعلنا غير قادرين على إنتقاد أى قرار يتخذه يمكن أن يكون ضد مصلحة الوطن , فدعونا لانشخص الأدوار , فالكل يعمل فى خدمة الوطن , وكلنا ابناء لهذا الوطن , وكلنا معرضين للمسائلة من أصغر فرد فى مصر الى أكبر قامة فيها .
حفظ الله وطننا الحبيب ,,

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
اخبار مصر 30
صوت روسيا
مصر 11
بلدك
شمس المستقبل
مصريون فى الكويت
بوابة الشعاع الاخبارية
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
شبكة مكان نيوز الاخبارية
الجمهورية
شبكة اخبار المصرى
شباب النيل
الربيع العربى
البلاد
العربى نيوز
عدن الغد
الفجر
الواقع
ايجى برس

السبت، 19 أكتوبر 2013

حجة المحتال .. ضيق الحال

كتبت / جيهان السنباطى
 " الحاجة أم الإختراع " هذا مانقوله دائما عندما تهبط علينا فكرة جديدة من السماء تساعدنا فى الوصول لهدف كان من الصعب الوصول اليه بسبب إصطدامنا ببعض المعوقات أو الصعوبات التى تقف حائل بيننا وبينه , وهذا هو حال سائقى التاكسى الأبيض فى مصر الان , ففى بادىء الأمر أى منذ بداية تطبيق مشروع التاكسى الأبيض كما يطلقون عليه , والجميع خاصة من متوسطى الدخل ممن يستخدمون سيارات التاكسى الأبيض فى إسود إستبشروا خيرا لأنه كان تغييرا كبيرا فى نوع الخدمة المقدمة تحترم أدميتهم حيث أنها سيارات حديثة مكيفة مريحة وبها عداد الكترونى يحدد قيمة سعر " البنديرة " بدون خلاف ومشاجرات مع السائق , فإتجه الكثيرين الى إستخدام تلك الوسيلة الأمنة معرضين عن إستخدام التاكسى الأبيض فى إسود تجنبا للمشاكل التى تحدث دائما وبشكل يومى بسبب جشع الساقين , حتى تحسنت العلاقة المباشرة بين سائقى التاكسى الأبيض وبين مستخدميه فأصبح الكثيريون يفضلونه عن نظيره القديم , ولكن لم يستمر هذا الوضع على ماكان عليه قبل ثورة يناير 2011 , فبعد قيام الثورة وعدم وجود رقابة على هذا المشروع وإنشغال الحكومات المتتالية بالصراع على كرسى الرئاسة , وتدهور الأوضاع الإقتصادية للبلاد تأثرت كل المشروعات القائمة خاصة التى تستلزم دفع أقساط شهرية تأثيرا سلبيا مثل ماهو قائم فى مشروع التاكسى الأبيض , ورغم مطالبتهم للحكومة بمحاولة توفيق أوضاعهم المالية إلا أنه تم تجاهل مطالبهم الى حد أنهم لجأوا الى تهديد الحكومة بالقيام بوقفات إحتجاجيه لحين تحقيق مطالبهم .
كان لابد من تلك المقدمة حتى تتضح أسباب لجوء هؤلاء السائقين الى الحيلة والنصب على مستخدمى التاكسى الأبيض , ولست أبرر موقفهم ولا أوافق بالطيع عليه , لكنى دائما اتفق مع النظرية العلمية التى تقول أن " لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الإتجاه " ففى الأونة الأخيرة لاحظ الركاب بعض الغموض حول تسعيرة بعض العدادات التي يصل فيها سعر البنديرة إلي أكثر من الضعف والتي انتشرت أخيرا ولاحظها الجميع دون ان يستطيع الركاب تفسير السرعة الجنونية الزائدة للعداد والتي يشعر معها الراكب ان العداد "مش مظبوط" وهذا يحصل في التاكسيات التي يوجد عند عدادها حصان صغير نجده يجري بسرعة مذهلة , كما لاحظ الركاب ايضا عندما يركبون التاكسي وبعد خطوات بسيطة أن العداد فجأة يجري جري الوحوش وينط من ( 2.5 جنيه ) وفي ثانية تصبح البنديرة (7 جنيهات ) وهكذا يفاجأ الراكب الذي كانت توصيلته لاتتعدي الـ8 جنيهات أو الـ10 جنيهات بالكتير لتصبح التوصيلة بقدرة قادر بـ30 أو 40 جنيه.
بحثت عن السبب وراء هذا الأمر وسألت الكثيرين وتجولت على صفحات التواصل الإجتماعى فوجدت أن هناك الكثيرين يعانون من تلك المشكلة وإتضح لى أن هؤلاء السائقين قد إبتكروا حيلة جديدة للتلاعب في تعريفة العداد وزيادتها بصورة مخالفة للتــعريفة العادية والتي تقدر بجنيه وربــع للكيلوو2.5 جنيها لأول كيلو متر وذلك من خلال الضغط علي زر في العداد يقوم بزيادة التعريفة دون أن يشعر الزبون , هذا الى جانب مخالفتهم لما تم الإتفاق عليه والسماح لراكبين أخرين بالركوب مع الراكب الأول ورفضه أيضا تشغيل خدمة التكييف لتوفير البنزين مما أدي إلي إشتعال أزمة بين السائقين والركاب .
فيا لها من براعة وخفة يد , ماهذا العقل الذى لايفكر سوى فى النصب والإحتيال , لماذا لايتم إستخدام هذا الذكاء فى البناء وليس الهدم , لماذا أصبح لدينا برود فى الإحساس وإنعدمت الضمائر ولابد من تجنيد جنودا مجندة غليظة تراقب وتعاقب على تلك الأفعال المقيتة , لماذا لا نعتاد على محاسبة أنفسنا قبل أن ننتظر من الاخرين محاسبتنا ؟ هل بتلاعبكم بقراءات العداد وحصولكم على بعض الجنيهات الزيادة ستتمكنون من حل مشاكلكم مع الحكومة ؟ وهل تجدون فى هذا الفعل راحة لضمائركم ؟ وإذا كان كذلك فما ذنب مستخدمى التاكسى الأبيض من متوسطى الدخل حتى تنتقمون منهم بسرقة أمواله والنصب عليه وأكل حقه ؟ هل ستكونون سعداء إذا ما إنفض الناس من حولكم ورفضوا التعامل معكم وبحثوا عن وسائل أخرى تقلهم أكثر أمانا وأقل سعرا منكم , إذا حدث ذلك لاتلومون سوى أنفسكم فتكرار القتل يميت القلب .
أسأل الله لكم بالهداية .... اللهم إحفظ مصر ممن يُكدِّر عيش أبنائها و بناتها أمين يارب العالمين ..
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه:
الجمهورية
وكالة انباء مصر
التحرير اليوم
الشعاع الاخبارية
الربيع العربى


الخميس، 17 أكتوبر 2013

حافظوا على تماسك النسيج الوطنى

جيهان السنباطى :
قد تتعدد الأسباب التى تؤدى الى إنهيار الأوطان وطمسها من قائمة الدول ذات السيادة فى العالم , وربما طمسها من ذاكرة التاريخ نهائيا , فقد يكون سبب إنهيارها هو إنخراطها فى حروب عسكرية لسنوات عديدة متصلة تنهك قواها وتجعلها ضعيفة فتتهاوى وتصبح ذليلة بعد عزتها بين الشعوب , وقد يكون سبب إنهيارها إقتصاديا حيث تتعرض لأزمات إقتصادية متكررة تدمر الأخضر واليابس فيها فتجعلها دولة لاصوت ولا كلمة ولامكانة لها , فمن لايملك قوت يومه لايحق له أن يرفع راسه بين الدول , وكيف يكون راسه مرفوعا وهو يستعطف الاخرين لتوفير المأكل والملبس لشعبه , وقد يكون سبب أنهيارها لأسباب ومشاكل داخليه كالمشاكل الطائفية والتعددية العرقية والتى تؤدى الى إنقسام المجتمع وتفتته فيتأكل النسيـــج الوطنى ويستوطن المجتمع العديد من الأمراض المجتمعية القاتلة التى ينجم عنها إنتشار الفوضى والعشوائية والهمجية وضياع الحقوق .
وأى أن كانت تلك الأسباب فالنتيجة الحتميـــة هى الدمار والهلاك وبالطبع لن يكون الهلاك والدمار من نصيب فصيل واحد فى المجتمع دون غيره لكنه سيعم وسيتذوق مرارته الجميع لأنهم فى النهاية ابناء وطن واحد وسكان أرض واحدة فعلى الجميع أن يجتمعوا على كلمة واحدة وهدف واحد هو النهوض بالوطن ورفعته وألا يكون على هدمه وكسر هامته .
وفى حقيقة الأمر القلب ينفطر حزنا على ما نشاهده فى مصر من إنقسام وفرقة , فاصبحنا شعبين داخل وطن واحد , شعبا يتمسك بالجيش والشرطة ويرى فيهما أمانه وإستقراره , وشعبا أخر مازال يتمسك برئيس معزول بإرادة شعبية ويتخيل أنه بمساندته فهو يطبق شرع الله , فصار هذا ضد ذاك , وتعددت المواجهات تحت مسميات عديدة زهقت فيها الأرواح وسالت الدماء الذكية على أرض الوطن , حتى لم يعد الأمر مجرد إختلاف فى الرأى وإنما اصبح حرب على كل من يخالفهم .
وأتعجب لما أصاب جماعة الإخوان المسلمين من جنون دفعها للخروج عن كل الأعراف والتقاليد والمبادئ والشرف حتى أصبحت الجماعة في جانب والمصريون جميعا في جانب آخر، بعد أن أعمتها السلطة ومصالحها الذاتية عن كل ما يمت للدين أو الوطن أو الانتماء بصلة , فتعمدت دعوة أنصارها بالخروج فى مسيرات إحتجاجية يقولون أنها سلمية ولكنها لاتكون ذلك مطلقا بدليل وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين وقوات الجيش والشرطة فكانت دعواتهم لإفساد العملية التعليمية مع بداية العام الدراسى ثم دعواتهم لإفساد فرحة المصريين بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر , ثم دعواتهم الحالية للخروج بمسيرات وإقتحام الميادين ومحاولة الإعتصام بها أول ايام العيد لإفساد فرحة المصريين بعيد الأضحى المبارك فلماذا كل هذا العناد والتكبر ؟؟ لماذا لاتنظرون الى الصالح العام وتجنبوا المصالح الشخصية ؟؟ هل تعتقدون أنكم بمثل تلك الإفعال ستحصدون أنصار جدد ؟؟ لاأعتقد ذلك فعودوا الى صوابكم فلن يعود مرسى لكرسى الحكم , ولن يعود دستوره ولامجلس الشعب المنحل , قضى الأمر فمن مات لن يعود الى الحياة مرة أخرى .
أما الأن فمصرنا الحبيبة تحتاج سواعد أبنائها لتعمرها , تحتاج عقولهم لتستنير بها , تحتاج حبهم لتقوى به وتتحدى أعدائها وكل من يتربص بها , دعونا ننبذ الفرقة والإنقسام ونعود شعبا واحدا ذو قلبا واحدا لافضل لأحد على الأخر ,  تلك كلماتى أوجهها لكل أبناء وطنى الحبيب مصر , حافظوا على تماسك النسيج الوطنى وقوته ولاتكونوا سببا فى إضعافه , فالكراسى والمناصب زائلة ولاشىء باق , كلها أسماء مصيرها الزوال فإما أن يكتب عنها التاريج ويمجدها , وإما أن تكون وصمة عار ونقطة سوداء فى ثوب الأمة يتحمل وزرها أجيال كثيرة متعاقبة
-----------------------------------------------------------------------------------
تم نشر المقال فى الصحف الاتية:

الفجر – الإستقلال– الجمهورية –فى 12/10/2013
أوكرانيا بالعربية
http://arab.com.ua/ar/news/129670

عفوا .. لقد فقدتم شعبيتكم فراجعوا أنفسكم


جيهان السنباطى :
مازالت جماعة الإخوان المسلمون تحاول بشتى الطرق الممكنة لديها تشتيت جهود الدولة وإفشال خطتها فى السيطرة على الأوضاع الأمنية فى البلاد وإعادتها الى نصابها , ورغم دعواتهم الصبيانية التى تخرج علينا بين الحين والاخر , ورغم ضعف تأثيرها على الشارع المصرى , إلا أنه لا أحد يستطيع إنكار أن لها تأثيرها السلبى على الداخل والخارج , ففى الداخل مثلا فقد نجحت الدعوات الإخوانية بالقيام بمليونيات والخروج فى تجمعات حتى لو بأعداد قليلة وفى الشوارع الجانبية فى إجبار القوات الأمنية من جيش وشرطة تجنيد كل طاقتها وقواتها لمواجهة أى أعمال عنف تنجم عن تلك التحركات وهذا يحدث فى كل المحافظات وليس فى القاهرة فقط مما يشكل ضغطا نفسيا وعصبيا كبيرا على تلك القوات وإنهاكا لقواها وتدميرها ماديا ومعنويا وهذا ماتريد الجماعة الوصول اليه حتى تستطيع تنفيذ مخططها الإرهابى الذى يساعدها فى السيطرة على الحكم وإعادة الرئيس المعزول لمنصبه فلا تجد جيش ولا شرطة يقف أمامها لتحقيق هدفها لأنها ترى فى الجيش والشرطة أكبر عقبة ويجب تدميرهم حتى يصلون الى مبتغاهم .
أما تأثيرها فى الخارج فهى بضمان متابعتها إعلاميا وصحفيا فى الدول الخارجية , سواء كانت عربية أم أجنبية , فهى تضمن وجودها على الساحة , وترسل برسائلها للعالم الخارجى بأنها مازالت على قيد الحياة , وأنها قوية بمايكفى لأن تواجه العنف العسكرى والتعامل الوحشى الذى تتعرض له هى وأفرادها وقياداتها فى السجون , والتأكيد أنها على حق وستبقى ثابتة على موقفها البطولى ولاتبغى سوى تحقيق شرع الله أولا ثم الحفاظ على شرعية الرئيس المنتخب بإرادة شعبية كما يعلنون فى كل مناسبة وكل تظاهرة , مع إستغلالهم لبعض القنوات الفضائية والصحف الموالية للفكر الإخوانى بتشوية صورة السلطة الحاكمة الحالية , والتشدق بأن ماحدث فى 30 يونيو كان إنقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية حتى تنال إستعطاف العالم ووقوفه بجانبها ضد حكم العسكرى كما يدعون وهو ماجعل دولا مثل أمريكا وتركيا وقطر تحاول الضغط على السلطة الحاكمة فى مصر لصالح الجماعة .
الجماعة الإخوانيه الأن تعمل على معاقبة الشعب برجاله ونسائه وأطفاله وجيشه وشرطته حتى لو بمحاولة التحكم فى أدائه الإقتصادى أو إحداث شلل مرورى بالشوارع من خلال بعض الدعوات الساذجة بتعطيل خطوط المترو وتعطيل السيارات بالعمد فوق الكبارى أو فى الميادين والشوارع الرئيسية للتاثير على الحركة المرورية ودعواتهم بعدم دفع فواتير الكهرباء والغاز مع إستغلالهم للخدمة أسوأ إستغلال حيث الإتفاق على إستخدام كافة الأجهزة الكهربائية فى المنازل فى نفس اليوم والوقت لزيادة الأحمال على شبكة الكهرباء وتدميرها حتى تلجأ الحكومة مضطرة الى قطع التيار الكهربائى لتفادى الأحمال الزائدة مما يزيد السخط الشعبى ضدها بالإضافه الى التكدس أمام محطات البنزين وسحب السلع الغذائية من الأسواق لخلق أزمة فى الأسواق .
وقد أثبتت تلك الدعوات أنه لادين ولا وطن لتلك الجماعة وأن ولائها لقياداتها فقط فهم وطنها ودينها وشريعتها التى تتشدق بها أمام العالم فإفعلوا ماتفعلون , وفكروا وخططوا وزيدوا فى الدعوات الفاشلة فلن تلقى تلك الدعوات نجاحا فى الشارع المصرى ولن تجدوا من يساندكم منهم فقد أصبحتم بلا شعبية بين أبناء هذا الوطن ولم يعد صوتكـــــــم مسمــــــــوعا .
---------------------------------------------------------------------------------
تم نشر المقال فى الصحف الاتية :
الفجر – الجمهورية – بلدك – العربى نيوز – الشعاع لاخبارية – شباب النيل – مصر 11 فى 2/10/2013