الاثنين، 22 يوليو 2013

الاسلام السياسى وحلم الزعامة


بقلم : جيهــــــان السنباطى
منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وأوضاع مصر تسير من سىء الى أسوأ , فما شهده الشعب المصرى من ظلم وقهر على يد نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك على مدار ثلاثون عاما جعله فى حالة عدم إتزان فكرى ونفسى , رافضا للواقع , فاقدا للأمل فى إمكانيه تحقيق حلم الغد المشرق الذى قامت من اجله الثورة المجيدة , تلك الحالة أفقدته الثقة فى كل شىء حوله , وأصبح أكثر عنفا وتمسكا برأيه , لكنه وجد نفسه مع مرور الوقت ضعيفا يحتاج الى من يسانده ويقف بجانبه , وجد نفسه يحتاج الى رئيسا مختلفا عن سابقيه , رجل يعرف الله جيدا ويتقى الله فى هذا الوطن , فكان مثل الغريق الذى يتعلق بقشه , وهذا مايفسر سبب اختياره للرئيس محمد مرسى ليكون رئيسا للبلاد , فقد استطاع مرسى فى المعركة الانتخابيه ان يرسم ملامح التقوى والايمان وتمسكة بشرع الله والعمل بمايرضيه , حتى أنه عندما إحتدمت المعركة وكان الإختيار بينه وبين احمد شفيق وهو أحد رموز النظام السابق كانت النتيجه فى صالح مرسى لما يكنه الشعب المصرى من كره لكل من ينتمى للنظام السابق رغم تحفظ البعض على كونه ينتمى الى جماعة الإخوان المسلمين .
لم يكن أحد يعلم أن وجود مرسى على رأس السلطة فى مصر هو بداية لتغيير سياسات الدولة من دولة مدنية الى دولة إسلامية , وهى فرصة انتظرها الاخوان المسلمون عدة عقود , وخلال عام واحد من توليه الحكم إتضحت معالم الخطة الإخوانيه التى إستهدفت تمكين جماعة الإخوان المسلمين من إحكام سيطرتهم على البلاد وتثبيت دعائم حكمهم بإتباعهم  سياسة الإقصاء وأخونة الدولة وتم ذلك وسط حالة من الرفض الشعبى ولكن دون جدوى او تفاعل ايجابى من مؤسسة الرئاسة حتى أيقن الشعب المصرى أنه بصدد مواجهة إحتلال من نوع أخر جديد , إحتلال يسيطر على العقول تحت غطاء الدين , يسعى فقط لإحكام سيطرته على الدولة وإلغاء الاخر وطمس الهوية المصرية دون اشاعة القوانين العادلة التي تحترم حقوق الانسان وحق الفرد في العيش الكريم في بلده مهما كان انتماؤه فثار الشعب كالبركان وخرج الى الميادين فى 30 يونيو2013 رافضا للحكم الإخوانى حتى تم عزل الرئيس مرسى .
وبسقوط مرسى سقط القناع عن خطة جماعة الاخوان المسلمين التى هى من أبرز تيارات الاسلام السياسى فى مصر للاستيلاء على الدولة لتنفيذ برنامجهم الذى سعوا اليه على مدار عقود كثيرة والذى لايمكن تنفيذه الا عبر الاستئثار بالسلطة فانهارت أحلامهم وصارت وهما يعشش في عقول المنتمين لهم فقط، بعد أن تلاشت الشعبية في الشارع والتي كانوا يعتمدون عليها ككتلة انتخابية أساسية، من الطبقات المهمشة التي كانت تنخدع بشعارات الإسلام السياسي".
لم تكن هزيمة الاخوان المسلمين فى مصر بسيطة بل إن ما حدث في مصر كان ضربة قوية لجميع الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي أيضا التى طالما اتخذت من الدين وسيلة للوصول إلى أهدافها , ومن الواضح حاليا أن جماعة الاخوان المسلمين لن تتقبل الهزيمة والخروج من دائرة الضوء بعد ماكانت هى المتحكمة فى مصير شعب بأكلمه , ولن تقبل اى تفاوض يؤدى فى النهايه الى قبول فكرة أن الرئيس مرسى اصبح رئيسا معزولا بمطلب شعبى وليس انقلابا عسكريا مثلما يدعون والاعتراف بأن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية حقيقة , لان القبول بمثل هذا بالنسبة اليهم يعنى الإعتراف بالهزيمة الساحقة والعودة مرة أخرى الى السجون والمعتقلات والتنكيل بقياداتهم وعودتهم الى الظلام كجماعة محظورة إرهابية غير معترف بها وربما يلجأون الى العنف مثلما يحدث الان فى سيناء لإثبات وجودهم وللضغط على القيادة العسكرية وإرغامها على عودة مرسى مرة اخرى لكرسى الرئاسة وهذا مالن يقبله ابدا الشعب المصرى .

حفظ الله مصرنا الحبيبة .......
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه :
صوت روسيا
وجه مصر
مصر 11
الجورنال
الشاهد المصرى
الجمهورية
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
الواقع

الأربعاء، 10 يوليو 2013

فرحة رمضان بين الماضى والحاضر

 جيهـــــــان السنبـــاطى : تكتب
من الظواهر والملامح الأساسية التى تميزت بها مصر عن سائر البلدان العربية والإسلامية فى إحتفالاتها بشهر رمضان المبارك هى تحول الشارع المصـــرى فى أول ليلة من لياليه الى مايشبه خلية النحل , فنجد هذا يقوم بإكمال تعليق الأنوار والفوانيس والزينات فى شارعه , وهذا يعلق فانوسا كبيرا فى شرفة منزله , والمساجد تتزين بالأضواء الملونة والميكروفونات وتستعد لصلاة التراويح , وبائعى الفول المدمس يجوبون الشوارع يتغنون بجماله وروعته وفوائده العديدة , ومحلات المخلل البلدى تستعد لإستقبال المقبلين على الشراء بتحضير عبوات من المخلل البلدى المتنوعة الحجم والنوع , كما تشهد المحلات التى تبيع منتجات الألبان إقبالا كبيرا من المستهلكين فوجبة السحور المصرية لاتكتمل الا بوجود علبة الزبادى , ومايزيد مصـــــر جمالا وبهجة هو خروج الأطفال الى الشوارع حاملين فوانيس رمضان التقليدية وهم يضحكون ويغنون ( حالو .. يا حالو .. رمضان كريم ياحالو ) .
كل تلك المظاهر كنا نشاهدها ونتابعها ونتمتع بها فى الماضى القريب , ولكن هذا العام إضمحلت مظاهر الإحتفال بهذا الشهر الكريم , فلا زينات بالشوارع , ولاإقبال على شراء إحتياجات رمضان لأرتفاع الأسعار الجنونى وضيق يد الكثرين , اللهم الا بعض الزينات البسيطة المصنوعة من الورق الملون المعلقة فى بعض الشوارع على إستحياء , ومحلات قليلة لبيع الفوانيس وياميش رمضان , وذلك فى ظل التطورات السياسية التى تشهدها الساحة المصرية على مدار الأسابيع الماضية والتى تم إختتامها بأحداث الحرس الجمهورى , والتى أسفرت عن قتلى وجرحى يعتصر القلب حزنا عليهم بصرف النظر عن إنتماءاتهم سواء كانوا تابعين للإخوان المسلمين أو للقوات المسلحة أو اشخاص لاينتمون لأى أحزاب سياسية , فكلنا مصريون , كلنا أبناء هذا الوطن , وكلنا ننتمى لترابه , على أرضه كانت أولى خطواتنا وعليها أيضا ستكون أخرها .
تلك البهجة ضاعت ملامحها وسط تصاعد الخلافات والنزاعات مابين مؤيد ومعارض , ومصر بين هذا وذاك تصارع من أجل البقاء على قيـــــــــد الحيــــــاة , تتمسك بالأمل فى المستقبل , فلماذا لانكون عونا لها بدلا من أن نكون سيفا مسلطا على رقبتها ؟؟؟ ولماذا خلال هذا الشهر لانأخذ وقتا لمراجعة أنفسنا لنعلم إن كنا على صواب أم خطأ ؟؟؟  ولماذا لانفتح قلوبنا للتسامـــــــح والعفـــــو ؟؟؟؟ ولماذا لاتحتذى بقول الإمام الشافعى فى مكارم الأخلاق حينما قال ::
لمّا عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداواتِ
* * * *
إني أحيي عدوي حين رؤيته
لأدفع الشر عني بالتحياتِ
* * * *
وأُظهر البشر للانسان أُبغضه
كأنه قد ملا قلبي محباتِ
* * * *
ولست أسلم ممن لسته أعرفه
فكيف أسلم من أهل الموداتِ
* * * *
الناس داء، وداء الناس قربهم
وفي الجفاء بهم قطع الأخواتِ
* * * *
فجامل الناس واجمل ما استطعت
وكن أصمّ أبكم أعمى ذا تقياتِ

كما قال الله تعالى:
"
وإن تعفو أقرب للتقوى" .. صدق الله العظيم
وقال صلى الله عليه وسلم:
"
أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك
وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك". 

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم النموذج الأسمى والأسوة الطيبة والقدوة الحسنة في التسامح والعفو والصفح، وحسبه عليه الصلاة والسلام أنه عندما عاد إلى مكة فاتحاً، جمع قبائل قريش من المشركين وهم الذين آذوه وحاربوه وأخرجوه من مكة مهاجراً، فقال لهم: يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. قال: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء، وعفا عنهم برغم ما كان منهم معه.

فكم هى جميلة تلك النفوس المتسامحة وكم هو أجمل أن نتعلم الصفـــح عن الأخرين فعظمة الرجال تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح عن الذين أساءوا إليهم ولابد أن نعلم أن الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الاخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا أو في تغذية روح العداء بين الناس .


اللهم انا نسألك توبة صادقه ولساناً ذاكراً وجسدا على البلاء صابرا وعملً صالحاً متقبلاً
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ودعوة لا يستجاب لها .
اللهم ثبت قلوبنا على دينك واصرفها على طاعتك
اللهم ثبت قلوبنا على دينك واصرفها على طاعتك
اللهم ثبتني وثبت من احببته فيك واحببني فيك حتى نلقاك على ما تحب
اللهم آمين يا رب
وكل عام وأنتم بخير

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه :
البلاد
الصباح العربى
الجمهورية
مصر 11
وكاله هيرمس برس
وكاله سولا برس
شباب النيل









السبت، 6 يوليو 2013

وأنتهى عصر الإخوان


تكتب : جيهــــــــــان السنباطى
وهكذا أسدل الستار على مسرح الإصرار الشعبى الرافض لحكم الإخوان , معلنا إنتهاء أخر فصول مسرحية الحكــم الإخوانـــى لمصــر فى 30 يونيو 2013 , لتتبعثر أحلامهم شمالا ويمينا , وتضيع أمالهم فى تحقيق حلم الخلافة الإسلامية على أرض مصـــر , ربما هم الأن يتسائلون لماذا فشلوا فى تحقيق هذا الهدف , وربما مازال لديهم أمل فى بداية جديدة , ولكن هل سيسمح لهم الشعب المصرى بذلك بعد كل ماعانوه من أزمات فى عهدهم الذى لم يستمر أكثر من عام واحد ؟؟
نعلم أن الرئيس السابق محمد مرسى قد تولى حكم مصر فى ظروف صعبة , وأن تركة المشاكل والصعوبات التى تركها له النظام الذى سبقه كبيرة وتحتاج الى مجهود خارق , وربما يكون الرئيس المعزول قد حاول الإصلاح بالفعل ولكنه فشل فى تحقيق إصلاح ملموس يشعر به المواطنين لإعتماده على نصائح مكتب الإرشاد , حتى أبسط الأشياء التى أعلن عن تحقيقها فى بداية حكمه خلال خطة المائة يوم الأولى من جلوسه على كرسى الرئاسة والتى تعهد فيها  بوضع حلول مناسبة وقاطعه لبعض المشاكل الأساسية التى يعانى منها المواطنون وهى مشاكل المرور والقمامة ورغيف الخبز والأمن والوقود ,  تلك المشاكل مازالت قائمة الى الإن بل وتفاقمت أكثر فأكثر عن ذى قبل .
وخلال تلك الفترة لم ييأس المصريين وكان لديهم أمل فى الإصلاح من أجل هذا لم يتوقفوا عن التعبير عن ارائهم ورفضهم لقرارات الرئيس وجماعته وحرصهم الشديد على احكام السيطرة على زمام الامور فى مصر فاستمروا فى الخروج الى الميادين فى مسيرات احتجاجية حتى تصل أصواتهم اليه فينتبه ويصلح ما اثار حفيظتهم , ولكن الغريب فى الأمر أن كل تلك الاحتجاجات لم يكن لها أى تأثير على مؤسسة الرئاسة , ولم تعترف بها وبقوتها ولم تعيرها أى إهتمام مثلها مثلما فعل مبارك قبل تنحيه عن الحكم وكأنهم لم يستوعبوا الدرس بعد .
عاما كاملا لم ترى مصر فيه النوم , ولم تشعر بالأمان , عاما كاملا يحاول فيه الإخوان المسلمين إحكام سيطرتهم على مصر وزرع تابع لهم فى كل مفصل من مفاصل الدولة بداية من مستشارى الرئيس السابق الى أعضاء مجلس الشعب الى النائب العام الى المحافظين الى بعض الوظائف الحكومية الاخرى , كل هذا وسط رفض وسخط شعبى ولكن لاحياة لمن تنادى .
فتعالت الأصوات فى الميادين رافضة أخونـــة الدولة , ورافضه أن ينقسم المصريين الى سنى وشيعى وسلفى وإخوانى وقبطى ومؤكدين على أن الشعب المصرى نسيج واحد وأن قوته فى هذا الإختلاف وليس العكس , وإزداد إصرارهم على تعديل مسار ثورتهم بعد أن سيطر عليها فصيل سياسى واحد هم جماعة الاخوان المسلمين فقاموا بثورة من أعظم الثورات فى التاريخ الإنسانى ليثبتوا أنهم أمة واحدة وعريقة ساعد على نجاحها وتحقيق الهدف منها مساعدة القوات المسلحة التى تدخلت فى الوقت المناسب لتنفيذ مطالب الملايين الذين نزلوا الى الشواراع يجمعهم هدف واحد هو إسقاط النظام .
ولو تعمقنا فى هذا المشهد لوجدنا ان الخاسر الوحيــد هو جماعة الإخوان المسلمين الذين لفظهم الشعب مع اول هتاف بالحرية فى الميدان , ليتهم تعلموا من سابقيهم , وليتهم إستوعبوا قوة الغضب الشعبى , وليتهم ماحاولوا الإستئثار بحكم البلاد وإقصاء معارضيهم , وليتهم ماحاولوا نشر الفرقة والإنقسام بين المواطنين .
 تلك الثورة أثبتت أن الشعب المصرى العظيم قوى ويإمكانه تحقيق المستحيل كما أنه أثبت للعالم أنه ضد الظلم وضد تقسيم البلاد فلا فرق بين مسلم ومسيحى , ولا سنى وشيعى , ولامسلم إخوانى ومسلم ليس إخوانى , الجميع أبناء الوطن , ويخطأ من يظن أن الاسلام إنكســــر بخروج مرسى من الحكم , فالإسلام باقى فى قلوبنا وان كان سيتاثر بأشخاص فكان من الأولى أن يتاثر بموت الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وهذا مالم يحدث , فكفى إتجار بالدين وكفى لعب بعقول البسطاء والضعفاء والمحتاجين , فالأسلام أعظم وأكبر من أن يرتبط وجوده فى الكون على شخص ما , عاشت مصر حرة، وعاشت القوات المسلحة العظيمة التي ساندت الشرعية الشعبية، عاش الشعب المصري بمختلف طوائفه يدًا واحدة شعبًا وجيشًا وشرطة .
 ونصيــــحة للرئيس القادم , اعدل ولا تظلم , إسمع شعبك سيسمعك , كن معهم يكونون معك يساندونك وإلا سيكون مصيرك مثل الذين سبقونك ....

اللهم من اراد بمصر شرا فاجعل كيده فى نحره ، واجعل تدبيره فى تدميره ..اللهم امين
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه :
الجمهورية اون لاين
الفجر
البشاير
العربى نيوز
شبكة اخبارك اون لاين
الشاهد المصرى
مصر 11
شباب النيل
البلاد
الاستقلال
الواقع

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

استوصوا بالنساء خيرااا


جيهـــــــــــــــان السنبـــــــــــاطى تكتب
--------------

يبدو أن التحرش الجنسى الذى يمارس على الفتيات والسيدات , وانتهاك حرمة اجسادهن فى المظاهرات والاحتجاجات التى قامت منذ قيام الثورة فى 25 يناير 2011 وحتى الان , اصبحت امرا اساسيا ومتوقع حدوثه وبنفس الطريقة الهمجية التى لايمكن ان نطلق عليها مسمى التحرش الجنسى ابدااا لما فيها من عنف جسدى شديد يستخدم فيه السنج والمطاوى لنزع ملابسهن عن أجسادهن بالقوة , فتتقطع أجسادهن معها ......... ولذلك يمكن القول بأنها هجمة شرسة عليهن ليس الغرض منها المتعة الجنسية , ولكن الغرض منها معاقبتهن , واذلالهن , وكسرهن , هن ومن يشجعهن من الرجال على النزول الى الميادين , حتى يلتزمن منازلهن , ولايتجرأن على المشاركة فى الحياة السياسية ولايكون لهن صوتاااا مسموعاااا .
فالمرأة دائما فى مجتمعاتنا الشرقية يتم النظر اليها على انها الكائن الاضعف , الذى يمكن السيطرة عليه بكل سهولة , واخضاعه لسلطة الاقوى , وبلا شك الاقوى هنا هو الرجل الذى يستغل تكوينه الجسدى الذى انعم به الله سبحانه وتعالى عليه استغلالا سيئا , وبدلا من ان يستخدمه فى البناء واعمار الكون ونصرة الحق , يستخدمه فى احكام سيطرته على المراه ذات الجسد الضعيف , فتكون المواجهة بينهما كالمواجهة بين الاسود والغزلان فى الغابة .
 ففى الغابة هناك قانون يسرى على الجميع وفيها لايتم الاعتراف بالعقل , و لا سلطان يسود غير سلطان الغريزة التي تتحكم في كل شيء , و التي تخول للأقوى أن يأكل الضعيف دون حسيب و لا رقيب لأن هدا أحد بنود قانون الغاب التي أسست عليه الحياة فيها .
هذا هو قانون عالم الحيوان والذى من المنطقى ان قوانينه تختلف تماما عن عالم الانسان الذى فضله الله سبحانه وتعالى على سائر مخلوقاته بالعقل والمعرفة والحكمة والاحساس , ولكن فى هذا العالم البغيض عندما ترغم امراة , سيدة كانت ام فتاة ام طفلة , على القيام بفعل رغما عنها , والتحرش بها , والتفاف عشرات الرجال حول امرأة واحدة يحاول كل منهم أن ينال غنيمته منها , وسط حالة من الهمجية والهياج وغياب العقل , فاعلموا ان هذا الانسان قد فقد انسانيته ولبس رداء الهمجية ولايختلف عن الحيوانات فى شىء , بل ربما فى هذه الحالة نستطيع ان نقول ان الحيوانات ارقى وافضل منه , لان في قانون الغابة الإلهي الصائد يصطاد فريسته ليأكل ويشرب ويحيا , والفريسة بدورها لا تخاف لأنها تعلم ان هذا القانون هو أن يقتل الصائد ليأكل ويشبع فتستسلم وترضى , اما هؤلاء المتحرشون الاغبياء فماذا يبغون من هذا الفعل الشنيع .... فمتى يدرك القتلة الهمجيين المتحرشين أنهم في ضلالة , ومتى سيحترم الانسان اخيه الانسان , ومتى سيتم احترام المشاعر والاحاسيس الانسانية , ومتى ستحظى المرأة على التقدير والاحترام من الرجال وحمايتها بدلا من النظر اليها على انها فريسه يجب التهامها .
من هنا اقول لكل من يحارب قوة المرأة العقلية بالقوة العضلية ستفشلون لامحالة , لانه مع كل هذه الهجمات الشرسة التى تعرضت لها المرأة خلال العامين ونصف الماضيين لم تكسرها بل أشعلت فيها طاقة للنضال أكبر بكثير مما كانت عليه , فلم تثنيها عن موقفها والمطالبه بحقها فى الحرية مثلها مثل الرجال , لكنها زادتها قوة وعزيمة واصرار فاستمرت فى طريقها وتمسكت بحقها فى التعبير عن رأيها والمشاركة فى الاعتصامات والاحتجاجات بكل ميادين مصر.
فدعونى أترحم على الرجولة والنخوة التى أصبحت مجرد ذكرى يتم تدوينها على صفحات الزمن , فقد تغيرت النفوس وطفى الشر على سطح الأرض فلم يعد هناك خيرا يذكر , وأصبحت أعراض النساء مجرد ورقة سياسية رابحة يتم التلاعب بها للتأثير على دور المرأة فى المجتمع , ومحاولة اقصائها عن الاشتراك فى الحياة السياسية وتقليص حجم مشاركتها فى المسيرات والتظاهرات بالميادين .
فيا معشر الرجال بالنساء فاستمعوا لقول رسولنا الكريم (ص)حين قال : (استوصوا بالنساء خيرا ) ونفذوا ماأمر به بالاحسان اليهن والا تظلموهن وتعطوهن حقوقهن غير منقوصة , فرفقا بالقوارير ايها الرجال ولاتضيعوا سنة رسولنا الكريم (ص) الحقة وتكتفوا بالنقاب وطاعة الزوج وطول اللحية وقصر الثوب والنظر الى المرأة على أنها كائن دونى عورة من السهل اغواؤها وأنها سبب كل المصائب والفتن ماظهر منها ومابطن .

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
الجمهورية اون لاين