الثلاثاء، 23 أبريل 2013

من ضعفت حجته .. علا صوته


بقـــلم :: جيهــــــــان السنبــــــاطى


لايختلف أحد فى أن أخلاقياتنا كمصريين اختلفت كثيرًا عقب قيام ثورة 25 يناير، ولست أميل إلى التصديق بأن الشعب المصرى ملاكا سقط من السماء لايخطىء، وأنه لامثيل له فى الكون، وأرى أن ما ظهر من سلوكيات سلبية على أرض الواقع عقب ثورة يناير لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها كانت مدفونة بداخلهم لاتجرأ على الخروج لأنه كان هناك من يحكم البلاد بيد من حديد، فكان الجميع يتحرك ويتعامل فى محيط مجتمعه بكل حرص لأن هناك عقاب رادع، لايشغله سوى البحث عن لقمة العيش فلا يهتم بالسياسة ورجالها ولا الاقتصاد وخبراءه ولاحتى رجال الدين وخطبهم، ولكن تلك الحالة لم تستمر طويلا فكبت المشاعر والأحاسيس والتعبير عن الرأى بحرية لسنوات عديدة خلق بداخلهم حالة من الانفجار، وكأنه بركان ثائر أيقظته شرارة ثورة يناير فانطلقت الحمم البركانيه من باطن الأرض تحمل من الأسرار الدفينة الكثير، وأكثر دليل على ذلك هو ماشهدته ساحات المحاكم من دعاوى قضائية معظمها دعوات سب وقذف وتلاسن بالألفاظ والخوض فى الأعراض، وكان من ضمن تلك الدعاوى الدعوة المقامة من الفنانه إلهام شاهين ضد الشيخ عبدالله بدر لسبها وقذفها والخوض فى عرضها، والتى أصدر الحكم فيها عليه مؤخرًا بالحبس سنة مع الشغل، ودعوة الفنانه هالة فاخر ضد الداعية الإسلامي خالد عبدالله تتهمه فيها بالسب والقذف في أحد برامجه التلفزيونية، حيث وصفها بأنها «ممثلة درجة ثالثة ومحدش رباها، ولو كانت قالت هذا الكلام في عهد مبارك كانت أخدت بالجذمة على دماغها»، ومازالت القضية في أروقة المحكمة إلى الآن ولم يصدر فيها حكم.
ودعوة أخرى مقدمة من الدكتور نجيب جبرائيل ببلاغ للنائب العام ضد أحمد أبو عبدالله الشهير بأبي إسلام صاحب قناة الأمة الفضائية، بعد سبه للمسيحيات واتهامهن بأنهن يذهبن إلى ميدان التحرير بإرادتهن حتى يتم اغتصابهن، كما وصفهم بالعرايا والتى  تم الإفراج عنه فيها على ذمة القضية بكفالة مالية قدرها عشرون ألف جنيه.
واستدعاء النائب العام للدكتور محمود شعبان أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر بتهمة التحريض على قتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني، محمد البرادعي وحمدين صباحي، وقد قررت النيابة الإفراج عنه بعد التحقيقات بكفالة مالية قدرها 5 آلاف جنيه.
ودعاوى أخرى مقدمة ضد شخصيات سياسية مثل الدعوة المقامة ضد الفريق أحمد شفيق لسبه وقذفه عصام سلطان عضو مجلس الشعب المنحل ونائب رئيس حزب الوسط، والحكم بتغريمه 10 آلاف جنيه، ودعاوى أخرى مقدمة من من المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة ضد عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط.
والظاهرة الأغرب أنه مع كل تلك الدعاوى القضائية والتى تم إصدار أحكام رادعة فيها لم تتوقف ظاهرة التلاسن بالألفاظ البذيئة عبر القنوات الفضائية المختلفة، من خلال برامج التوك شو، وعبر المداخلات الهاتفية بل أصبح من الطبيعى أن نرى ضيفا فى أحد البرامج ثائرًا متعصبًا متشنجًا يثرثر بألفاظ غير مفهومة يعقبها خلع أسلاك المايك، وإلقائها فى وجه الإعلامى الذى يستضيفه وتركه لاستوديو التصوير، وأخر يسب ويقذف الإعلامى عبر مكالمة هاتفيه أو العكس وأحيانا يكون الاعتراض من الإعلاميين أنفسهم فيتركون برامجهم على الهواء بعد سب وقذف متبادل بينه وبين مايستضيفونهم.
كل هذا يجعلنى اتسائل من أين أتوا بكل هذه الجرأة حتى يتم السب والقذف بشكل علنى هكذا ؟؟ ولماذا تغيرت أخلاقياتنا كمصريين إلى هذه الدرجة ؟؟ هل هذا مايطلقون عليه اسم ديمقراطية ؟؟ هل هذه البذائه اللفظية هى ماتسمى بحرية التعبير ؟؟ عفــــــــــــــوًا أيها السادة الإعلاميين والسياسيين والفنانيين والدعاة الإسلاميين دعونى أقول لكم أنكم مازلتم لاتدركون معنى الحرية والتعبير عن الرأى، وأنكم مازلتم فى ( كى جى وان ) ديمقراطية، وأمامكم سنوات عدة حتى تتعلمون كيفية استخدامها، وأعلموا جيدا أن من ضعفت حجته علا صوته فكونوا على قدر المسئولية التى منحتكم إياها مصرنا الحبيبة فمصر فى حاجه إلى العقل والحكمة أكثر من حاجتها إلى تلك الحوارات الفاشلة.

تم نشر هذا المقال فى صحف عدة وتلك هى الروابط
موقع الجورنال
موقع المشهد
موقع نيوز لايف
موقع الجمهورية اون لاين
بوابة روز اليوسف
موقع حراس مصر
موقع وسط البلد الاخبارى
موقع رئيس التحرير
موقع وكالة أنباء الصحافة العربية والافريقيه
شبكة اخبار المصرى
موقع صحيفه الاستقلال
موقع صحيفة الشاهد المصرى
موقع مصريون فى الكويت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق