جيهان
السنباطى
منذ عام
2011 أى منذ قيام ثورة 25 يناير بالتحديد ونحن كرغوة الصابون فى وعاء الماء فما أن
ينفخ أحد داخلها بأنفاسه إلا وتزداد أعداد الفقاقيع فترتفع وتثور كالبركان حتى
تفوق حدود الوعاء فتتساقط على سطح المنضدة لتلامس الهواء فتهدأ وتتلاشى تدريجيا
حتى لايتبقى منها سوى بقعة من الماء على السطح هكذا نحن الأن بكلمة نثور وبمرور
الوقت نهدأ حتى تحركنا كلمة جديدة .
مرت علينا أياما وشهورا وربما أعواما نعانى فيها
ضيق العيش عقب قيام ثورة يناير وتكرار الأزمات الأمنية والإقتصادية والسياسية وتوطنت
فينا حالة عدم الإستقرار وإنهيار مفهوم الأمن والأمان فى أعماقنا وبرغم الحزن
والأسى إستعنا بالصبر فنهش منا ما نهش حتى فاض بنا الكيل فأصبحنا نخرج الى الشوارع
بين الحين والأخر كالثور الهائج نبحث عن حل أو عن أحدا يسمعنا ويمد يد المساعدة
الينا فلا نجد سوى وعود مطاطة لايتحقق منها شىء على أرض الواقع ودائما الحلول غير
مناسبة وغير ذات جدوى فنصاب بإكتئاب وتهبط عزيمتنا ونستسلم .
ورغم
الإصرار على مواصلة المطالبة بالحق فى الحياة الكريمة إلا اننا مازلنا نتخبط دون
رؤية واضحة للوضع بشكل عام فى مصر ومازلنا نتأرجح بين دفاتر ماضى طويت صفحاته
ومستقبل أت مجهول الملامح والهوية ولكن إيماننا بالله عز وجل يجعلنا دائما نتمسك
بالأمل فى غد أفضل ومستقبل يحمل لنا الخير ويحقق أحلامنا فى " العيش والحرية
والعدالة الإجتماعيه فنعود مرة أخرى لخطوط البداية.
فى لعبة
السياسة التى أصبح يمارسها كل كبير وصغير فى مصر أصبح الكل يتابع الأحداث والكل
يبدى رأيه والجميع على أعصابهم ودائمى الإعتراض والتشاجر والتلاسن بالألفاظ وهذا
طبيعى جدا فمن لايعرف معنى علم السياسة لن يستطيع معرفة كيفية التعبير عن رأيه ولاكيفية
الإستماع الى رأى الاخرين فأعتدنا على رؤية مشاهد العراك فى الشوارع التى يمكن أن
يكون سببها بسيط ويحتاج فقط الى بعض التسامح وشباب الثورة الذى خرج الى الميادين
ينادى بالحرية كفر بأخلاق المصرى الأصيل وأصبح ينادى بالمساواه حتى مع السيدات
وكبار السن فى المواصلات العامة فلا إحترام لكبير ولا لإمرأة تحمل أطفالها
ولامبادرة لترك مقعدهم لأحدهم .
كم قتل
فينا الإنخراط فى لعبة السياسة الصماء العمياء القاسية العديد من المزايا والصفات الحميدة
وكم مزقت الروابط الأسرية وكانت سببا فى إستفحال افة الإنقسام والفرقة بين أفراد
الأسرة الواحدة فهذا مــــع !! وهذا ضــــد !! والنتيجة إتساع الفجوة بينهما وربما
الوقوف أمام البعض فى صراع قد يؤدى الى التشابك الفعلى وليس فقط التلاسن بالألفاظ
, صدق من قال أن السياسة نجاسة .. لايأتى منها خير ابداااااااا ولكن ماذا بعد ؟؟؟؟
ماذا بعد
أن فرقتنا السياسة ؟؟؟ هل سنستسلم لها ونساعدها على تدمير أجمل مافينا وأجمل مايميز
شعبنا العريق بين دول العالم ؟؟ فأين إبتسامة المصريين التى رسمت السعادة على كل
الوجوه بالعالم ؟؟ وأين الترابط الأسرى الذى هو أكبر ميزة من مميزات الشعب المصرى
؟؟؟ أين التراحم والود والمحبة والصبر وتحمل الصعاب ؟؟ أين إحترام الكبير وإيثار
الغير ؟؟ للأسف لم أعد أرى فى شوارعها سوى وجوه عابسة ونفوس ثائرة وقلوب مكسورة
مجروحة وعيون مفتوحة ولكن غير مبصرة .
دعونى
أقدم اليكم دعوة مفتوحة من قلب مصرى اصيل لأن تتوغلوا فى أعماق أنفسكم وتستخرجوا
منها كل غالى ونفيس وأنا أعلم أن مابداخلها لايقدر بثمن فالمصرى طول عمره أصيل
قلبه من الذهب وعقله من الألماس فدعونا نتوحــــــــــــــــــــــــد
ونتصـــــــــالح مع أنفسنا أولا ثم مع الغير وننبذ الفرقة والإنقسام ونعود كلنا
فى هذا الوطن الكبير اسرة واحدة تعمل على مصلحة وبناء هذا الوطن .
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه:
ايجى برس
الجمهوريــــه
الربيع العربى
صوت روسيا
الشعاع الاخبارية
سولا برس
هيرميس برس
الربيع العربى