الاثنين، 29 أبريل 2013

إنتهى عصر الابطال


بقلم : جيهـــان السنبـــاطى


كثيرا ماوجهت كلماتى الى السادة الساسة والمسؤلين , وكثيرا ما إنتقدت العديد من سياساتهم ومانتج عنها من سلبيات , وقدمت حلولا للعديد من المشاكل والأزمات التى تمر بها البلاد , ولكن لا أحد يسمع ولا أحد يرى , فهم يصمون أذانهم حتى لايسمعون سوى أرائهم , ولايرون سوى أوهام يعتقدون أنها إيجابيات تحققت فى عهدهم , حتى أصبحنا فى مأزق حقيقى الخروج منه يحتاج الى أكثر من مجرد قيادة سياسية واعية .
وأود أن اشيرأننا لسنا فى ظروف تسمح لنا بالاختيار والتفضيل بين هذا وذلك , ولسنا فى ظروف تتحمل عقد مقارنات بين الزعماء السابقين الذين تحملوا مسئولية البلاد سابقا , وكيفية إدارتهم للبلاد مثل الرئيس جمال عبد الناصر أو محمد انور السادات أومحمد حسنى مبارك , والتى يعتبرها الشعب المصرى شخصيات فولازية خارقة للعادى والطبيعى , وبين الرئيس الحالى محمد مرسى  الذى أعتلى كرسى الرئاسة فى ظل الظروف القاسية الراهنه التى تمر بها البلاد وسط حالة من الضبابية والصراعات والمشاحنات والشائعات , فالبحث حاليا عن بطل من أبطال كتب التاريخ والأساطير ليس فى صالحنا , فمصر تمر بأزمة وتحتاج الى وقفة , وتحتاج الى التكاتف والوحدة , وكل يد تساعد على البناء والتعمير وليس التشتت والفرقه , يكفى صراعات سياسية فالأمر اصبح كصراع بين ضرتين لإرضاء الزوج والخاسر فى النهاية هو الأبناء , دعونا نستمع لصوت العقل ونعطى فرصة لمن نراه صالحا ولا نعترض فقط من أجل الإعتراض , ففى تلك الفترة ليس هناك أبطال ولكن هناك شعب يراقب ويحاسب من أخطأ ولكن بموضوعية وبدون تحيز لفصيل دون الأخر .
اليوم أوجه كلماتى الى الشعب المصرى فهو أمل مصر ومستقبلها , وهو مصدر السلطة , وهو خط الدفاع عن بلاده ضد أى خطر يهددها , وأقول له لست ضعيفا ولا فى إحتياج لقائد , فكما أذهلت العالم بقيامك بثورة 25 يناير 2011 بدون قائد , تستطيع الأن النهوض بوطنك ايضا بلا قائد , فمهما كانت قوة القائد ومن حوله لن يستطيع النهوض بوطنه بمفرده فالمسئولية كبيرة , وعليك أنت أيضا مسئولية كبيرة فحارب الفساد وإكشف عنه الستار كل فى مجاله , ساعد رجال الأمن فى الوصول الى كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن الوطن , قف بالمرصاد أمام أى ايادى خفيه تعبث بإستقرار البلاد , ساعد فى بناء وتعمير وطنك إن لم يكن بالمال فبالمجهود أو العلم أو حتى بالتوجيه أوالمتابعة ولكن لاتكون سببا فى إنهياره ثم تلقى اللوم على الأخرين , فالساكت عن الحق شيطان أخرس , فكلنا مسئولون , وكلنا فى مركب واحدة , فلا تلقوا اهتماما لمن يحاول أن يقلل من عزيمتكم .
وعليك أيها الشعب العظيم أن تكون على يقين بأن ثورتك ثوررة حقيقة وليست كما يدعى البعض أنها " ثورة متجاوزة" أى تتجاوز الدين والايديولوجيات والاختلافات السياسية والطبقية والجيلية  أي أنها ثورة مجمعة لتيار وسطي رئيسي متجاوز لكل ما يمكن أن يكون سببا للخلاف وهذا التيار الوسطي ضروري وعلامة ايجابية على صحة وحيوية الثورة , كما أن ثورتك ليست اقل من ثورة 1919فكلاهما ثورتان شعبيتان ارتكزتا على قائمة مطالب نبعت من طموحات وارادة الشعب ولم تمل عليه من فوق ولذلك ينبغي أن تقود ثورة يناير 2011 الى تفجير الطاقات الابداعية للمصريين في شتى المجالات وأن تحدث نهضة حقيقة شاملة تلهم هذا الشعب العريق وشعوب المنطقة من حوله لاجيال قادمة ، ودون انجاز ذلك هو اهدار لما بذل في الثورة من تضحيات كبيرة ودماء طاهرة وأحلام نبيلة.
 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع صحيفه العربى الناصرى

الخميس، 25 أبريل 2013

ألا تتعظــــــــــــــون !!


بقــــــــــلم :: جيهـــــــــــان السنبـــــــــــــــــاطى

لاأرى فرقا بين سياسة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وبين الرئيس الحالى محمد مرسى العياط فى كيفية إدارتهما للبلاد , فكلاهما كان له حزبا حاكما يحميه , ويصفق لقراراته ويصدق عليها , ويدافع عنه بإستماته , ويواجه معارضيه نيابة عنه , وإن وجد فرقا فهو ليس جوهريا وإنما هو إلتفاف حول نفس الهدف وهو إحكام السيطرة على مقاليد الحكم فى مصر وإبقاء القرار فى يد الحاكم وجماعته .
 وإن كان الرئيس مبارك قد رفض تعيين نائبا عنه فى السابق , فإن الرئيس الحالى قد إتبع نفس النهج ولكن مع بعض المراوغة , حيث قام بتكوين فريق رئاسى يتكون من 23 عضوًا بينهم نائب له، و4 مساعدين، و18 مستشارًا , وبالتجربة الفعلية ثبت أنه كان توجها شكليا لكسب ثقة الشعب المصرى , وأكبر دليل على ذلك هو إقدام هؤلاء المستشارين بعد شهور قليلة على تقديم إستقالتهم واحدا تلو الأخر إعتراضا منهم على تهميشهم وعدم إشراكهم فى إتخاذ القرارات المصيرية فى الدولة , وعدم إستشارتهم فى أى شىء يتعلق بإدارة البلاد , حتى أنه لم يكن لهم مكاتب خاصة بهم وبعضهم لم يستطع مقابله الرئيس مرسى لشهور مثلما صرح الدكتور خالد علم الدين عندما تحدث الى وسائل الأعلام المختلفة بعد إقالته من مؤسسة الرئاسة , وهكذا حتى لم يتبق من هؤلاء المستشارين فى قصر الرئاسة الى الأن سوى خمسة فقط ولاندرى الى أى مدى سيظلون على تمسكهم بهذا المنصب أو متى سيفرون منه مثلما فعل من سبقهم .
ومن الواضح أن تكرار تلك الإستقالات إنما تعبر عن وجود خلل ما فى مؤسسة الرئاسة , وهذا ما أشار اليه المستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة فى إستقالته المسببة التى قدمها لمؤسسة الرئاسة مؤكدا أن الجميع بدون استثناء أخطأوا في حق هذا الوطن، من سلطة حكم وموالاة ومعارضة، غير أن كل طرف يجب أن يتحمل مسئوليته حسب حجمه وقدرته , كماأكد رفضه للصراع السياسي الذي تشهده مصر حالياً، والتدهور الاقتصادي المسئولة عنه حكومة هشام قنديل، والاعتداء المستمر على السلطة القضائية وتوجيه الإهانات للقضاة، وتهميش شباب الثورة وعدم تمكينهم من أداء رسالتهم الثورية ودورهم السياسي والاجتماعي
والغريب فى الأمر أن الجميع يرى أن هناك خلل أدى الى إنسحاب هؤلاء المستشارين فى حين يرى بل يؤكد العبض ومنهم أمير بسام، عضو مجلس الشورى، عن حزب الحرية والعدالة، إن استقالة محمد فؤاد جاد الله، مستشار الرئيس للشؤون القانونية دليل على عصر الحريات والديمقراطية في مصر الآن، وأنه في عصر النظام السابق، لم نسمع عن أي استقالات اليس هذا أمرا عجيبا ؟؟؟
وأى أن كان ماحدث فى القصر الرئاسى ولانعلمه , وأى أن كانت الأسباب التى دفعت مستشارى الرئيس الى الإقدام على تلك الخطوة والتى أعتبرها إنسحابا وهروبا من المسئولية , فالأمر المؤكد والذى لاشك فيه هو أن هناك العديد من الأخطاء التى وقعت فيها مؤسسة الرئاسة ولاتريد الإعتراف بها , وأن هؤلاء المنسحبون لايملكون القدرة على الإعتراف أيضا بها , أو مواجهة الرئيس وجماعته بما يرونه خطأ ومحاولة الاصلاح , كما أن مسلسل التظاهر الذى يقوم به وتؤكده جماعة الاخوان المسلمين بأن البلاد تدخل مرحلة النمو والإستقرار وأن كل شىء على مايرام وأن على الجميع الوقوف بجانب الرئيس ومساعدته للنهوض بالبلاد فهذا غير مقبول فى ظل مانلمسه من تدهورا  فعليا فى جميع قطاعات الدولة وفى ظل الأزمات الخانقة التى تمر بالمواطنين والتى لاحلول قطعية لها حتى الان .
لابد أن يعلم الرئيس مرسى جيدا أنه لن يستطيع إدارة البلاد بمفرده , ولا بمساعدة جماعته , بل لابد أن يعترف أن مصر لكل المصريين وأنهم جميعا شركاء فى هذا الوطن وأنه لايمكن الوصول بمصر الى بر الأمان بالطريقة التى يتم بها إدارة البلاد حاليا .
كلنا فى مركب واحده إن صلحت فهذا يعنى الأمان والاستقرار للجميع , وإن طلحت ففى ذلك الهلاك أيضا للجميع , فعلى من أخطأ أن يعترف بخطأه ويحاول إصلاح نفسه , فلا مجال للكبر والعند فالشعب المصرى لن يصبر كثيرا ولن يرحم من يخطأ فى حقه .... ألا تتعظـــــــــــــــــــون !!!
 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع رئيس التحرير
موقع العربى الناصرى
شبكة خبر
www.facebook.com/khabar.news
موقع الشاهد المصرى
http://www.alshahed-egy.com/2013/04/25/%D8%A3%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%B8%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AC%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%86
/
موقع مصر 11
http://www.masr11.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=18822:2013-04-25-10-58-28&Itemid=618#.UXkkU6LjfSg
موقع وكالة أنباء الصحافى العربية والافريقيه
http://www.pnaarabafrica.com/Writers/%D8%AC%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%8A/%D8%A3%D9%84%D8%A3-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%B8%D9%88%D9%86#.UXkusKLjfSg
موقع الجمهورية اون لاين
http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=82673
موقع جريدة الاستقلال
http://estklal.com/news/news.aspx?id=69974
  موقع جريدة الفجر
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=330008&secid=19&vid=2#.UXltU6LjfSg
موقع مصريون فى الكويت
http://egkw.com/ArticleDetail.aspx?id=30655
موقع حراس مصر
http://horrasmisr.com/?p=2212#.UXn7eRDAySY.facebook
موقع صوت روسيا
http://arabic.ruvr.ru/2013_04_25/111779538/
موقع ترقب نيوز
http://www.tarqeb.com/26/04/2013/22564.html
موقع وسط البلد الاخبارى
http://westelbaladnews.com/%D8%A3%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%B8%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%88%D9%86.html
موقع ايجى برس الاخبارى
http://www.egy-press.com/ArticleDetail.aspx?ArticleID=206
شبكة أخبار أون لاين
http://www.shabakaonline.net/news/65/111336/%D8%A3%D9%84%D8%A7_%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%B8%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%88%D9%86_!!

الأربعاء، 24 أبريل 2013

لاشىء يتغير ...


بقلم :: جيهان السنباطى

كنت أظن مثل الكثيرين من أبناء وطنى أنه بعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011 ستتغير الأوضاع فى مصر الى الأحسن , فيشعر المواطن أن هناك من يهتم به , ويعمل على حل مشاكله, ويقلل من حجم معاناته اليومية , ويوفر له الأمن والأمان والإستقرار الذى إفتقدناه فى عهد النظام السابق والذى من أجله إنتخبنا الرئيس محمد مرسى .
وكان لدينا أمل فى غد أفضل تحت مظلته لما توسمناه فيه من علم وإيمان وقوة وحزم , ولكن دائما تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن , فمنذ توليه الحكم فى مصر وحتى الأن والأوضاع الداخلية تتدهور سواء الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية , وكأننا فى منزل غاب عنه ربه , فلا إصلاح ولاتجديد ولا متابعة ولا أى شىء يتم على أرض الواقع .
أمور كثيرة تأجلت وأصبحت مجرد مشروعات على ورق يسكن الأدراج , مثل تحديد الحد الأدنى والأقصى للاجور الذى لم يطبق حتى الأن , ومثل مشكلة البطالة التى هى فى ازدياد حيث بلغت خلال الربع الأخير من العام الماضي 2012 ما نسبته 13 بالمائة بزياده قدرها 162 ألف عاطل بنسبة 4.8 بالمائة عن الربع الثالث من العام الماضي وبارتفاع قدره 1.2 مليون عاطل عن الربع الرابع من عام 2010، أي ما يبلغ 50 بالمائة في السنتسن الأخيرتين وذلك طبقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء , ومشكلة العشوائيات التى تعتبر قنبلة موقوته تهدد أمن مصر القومى , وإتساع الفجوة بين الطبقات الإجتماعية التى أسفرت عن المزيد من العنف والقتل والخطف الذى أصبح مهنة يمتهنها ضعاف النفوس فى ظل تردى الأوضاع الأمنية .
يبدو أن الإصلاح ليس بالأمر الهين فكلما خطت خطوة الى الأمام ايادى خفية تدفعها الى الخلف خطوات , ورغم مقاومتها هى وشعبها لتصحيح مسارها الا أن هناك مثلثا مرعبا يدفعها دفعا الى طريق مجهول هو ( الفقر والجهل والمرض ) فلا تستهينوا بغضب الفقير اذا أحتاج ولم يجد , ولا بالجاهل اذا حكمته فأفسد , ولا بالمريض اذا مرض ولم يجد من يطيبه , فكلهم فى حالة الغضب قنابل موقوتة يسهل قيادتهم والتحكم فى تصرفاتهم ليصبحوا سهما موجها لقلب الوطن فيمزقه اربا .
لكنى أتسائل هنا الى متى ستبقى الأوضاع على ماهى عليه دون تحرك من السلطة الحاكمة ؟؟؟ والى متى ستبقى مشكلة البطالة والفقر قائمة ؟؟؟ والى متى سيكون المواطن المصرى أخر هم السلطة ؟؟؟ وكيف ستتحق العدالة الإجتماعية فى ظل الفوارق الطبقية الشاسعة التى هى عليها الان ؟؟؟ والى متى سيجاهد المواطن ضيق العيش وإختناقه من الأزمات التى لاحلول لها كإنقطاع الكهرباء ونقص البنزين والسولار وإرتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على رغيف الخبز الذى يسد رمقه وأطفاله ؟؟؟ والى متى يستطيع التحرك من مسكنه ويعود اليه أمنا من أخطار الطرق والكبارى المتهالكة والتكدس المرورى وبلطجة سائقى الميكروباصات وأكوام القمامة المتراكمة أمام المساكن والمحلات والمستشفيات وتحت الكبارى ؟؟
أتعجب ممن ينظرون الى حال هذا البلد ولا يهمهم سوى مواصلة الصراع السياسى والتعنت فى أبداء الرأى ... ألا يوجد فى هذا البلد رجل رشيد يستطيع إرشادنا الى الطريق الصحيح حتى نخرج من عنق الزجاجة ؟؟ فمصر تغرق والجميع يتصارع ويتشابك من أجل الوصول اليها ولكن لايد تصل اليها وستندمون على ماتفعلون حينما تجدون أنفسكم بلا وطن , فلا تكفى التصريحات والكلمات الرنانة ولاتكفى الوعود نحن ننتظر الفعل , ننتظر أن يكون هناك جديد , ننتظر الإصلاح .
فمع إستمرار حالة عدم التوافق السياسي بين الطوائف المختلفة، التي تحكم أو بين القوى الشعبية المناهضة للحكومة، أو بينهم جميعا وانشغالهم بالصراعات على السلطة أصبحت أحلام الغلابة فى حياة أفضل مجرد شعارات يتشدق بها مجانين السلطة فيجب النظر بجدية الى الاصلاح الاقتصادى وكفى صراعات سياسية ولابد أن تتحرك عجلة الانتاج لتعويض الخسائر التى لحقت بنا منذ قيام ثورة يناير , مصر ليست عصية على العلاج، لكنها تحتاج لمن يجيد تشخيص المرض ويحسن التعامل معه وتحتاج لكل القلوب الصافيه التى تحبها بصدق وتحاول أخراجها من عنق الزجاجة حتى تمر أزمتها بسلام .
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
صحيفه المشهد
موقع مصر 11
موقع جريدة الشاهد المصرى
موقع جريدة الفجر

انتكست الثورة .. فابتسم مبارك شامتا


بقلم :: جيهان السنباطى

لم يكن من المتوقع أن تنقلب الأوضاع بعد قيام الثورة المصرية وإطاحتها بالرئيس السابق حسنى مبارك رأسا على عقب هكذا , وتتبدل احوال المصريين وبدلا من أن ينعموا بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية التى خرجوا للميادين ينادون بها , تزداد الأوضاع سوء يوما بعد يوم , وتتعقد مشاكلهم أكثر فأكثر , وتحاوطهم الأزمات من كل جهة , فتعصف بهم الواحدة تلو الأخرى , حتى أختنق المواطن المصرى من ضيق العيش وإرتفاع الأسعار وعدم إحساسه بالأمن والأمان فى بلده , وإزدات صعوبة الحياة على المواطن البسيط وصار قوت يومه تحت رحمة الأوضاع الإقتصادية المتدهورة فمن كان يكفيه فى يومه عشرة جنيهات لإطعام أطفاله قبل الثورة لم تعد تلك العشرة جنيهات تكفى وجبه واحده لهم الان فى عهد الرئيس مرسى , مما دعى البعض الى التمنى بعودة نظام مبارك مرة أخرى وعبروا عن اسفهم له عبر مواقع التواصل الإجتماعى فإرتفعت أعداد مؤيدينه على الصفحات التى تحمل أسم ( أسفين ياريس ) على الفيس بوك .
ومن الواضح أن ماوصلنا اليه فى عهد الرئيس مرسى من تدهور الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية وإستمرار حالة الإنقسام والإضطراب وإنتشار الفتن والتعصب والعنف والتخريب فى الشارع المصرى كان له تأثيرا ايجابيا على صحة مبارك البدنية والنفسية فقد تحققت نبوءته قبل قيام الثورة اليس هو من قال ( إما أنا ... أو الفوضى ) فما يراه ويسمعه الأن على الساحة يؤكد له أنه كان على صواب وأن الشعب كان على خطأ .
وقد ظهر ذلك جليا فى يوم إعادة محاكمتة ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعدي الوزير بتهمة قتل متظاهرين خلال ثورة يناير حيث لم يخرج علينا الرئيس السابق مثلما كان يخرج علينا فى أولى جلسات محاكمته منهكا عبوسا صامتا يخفى وجهه بنظارته السوداء ويده تعتلى جبينه تخفى باقى ملامحه مستلقيا على سريره يحاوطه أبناءه محاولين أخفاءه عن كاميرات التصوير بل ظهر فى أفضل حالاته النفسية والصحية مهندما نظيفا بشعره المصبوغ بعناية بعيدا تماما عن أى توتر أو غضب أو رهبة مبتسما وملوحا بيده لمؤدية وأنصاره وهيئة الدفاع عنه من داخل القفص بإبتسامة الفائز وكأنه مازال فى الحكم وكأنه يحمل حكم البراءة فى يديه وكأن إحساسه بإنتكاسة الثورة وعودة مصر الى الوراء فى عهد الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين رد إعتبار له ولكرامته .
كما أن أحساس مبارك بزيادة شعبيته فى الشارع وفشل النظام الحالى فى تحقيق مطالب الثورة وتحسين الأوضاع السابقة ووضع خطة إصلاحية سليمة بالإضافة الى إستمرار سقوط قتلى وجرحى فى أحداث العنف التى تلت أحداث الثورة جعلت مبارك يشعر بألإرتياح وعادت له ثقته بنفسه وإنقشعت عنه حالة الأنكسار التى شعر بها وهو قابع لأول مرة وراء القضبان فى جلسة محاكمته الأولى .
لكنى من هنا أؤكد أنه مهما طال مسلسل التباطىء فى إصدار الأحكام ضد المفسدين وقتلة الثوار , ومهما كانت دقة التلاعب بالأدلة والبراهين , وإحراق الأوراق والمستندات التى تدينهم , فإن حق الشهداء لن يضيع ولن يهدأ الشارع المصرى الا عندما تهدأ قلوب الأمهات الثكلى التى فقدت فلذات أكبادها من أجل أن نحيا كراما على أرض وطننا الحبيب.
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع الجورنال
موقع الاستقلال
بوابه الجمهورية اون لاين
موقع الشاهد المصرى

فنون وجنون التسول


بقـــلم : جيهـــــــــــــــان السنبــــــــــاطى

(حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة ) (الهى يسترك يابنى ويباركلك ويوسع رزقك ) ( ربنا يكرمك مايحرمك ) كل هذه وغيرها كلمات يستخدمها الشحاذين والمتسولين يستدرون بها عطف الناس ليحصلوا منهم على مايريدون . وقد انتشرت ظاهرة التسول أطفالا وشبابا وشيوخا بشكل كبير فى القرى والمحافظات فى الفترة الأخيرة خاصة فى ظل عدم المتابعة الأمنية والإهمال الملحوظ من الحكومة وتردى الأوضاع الاقتصادية للبلاد , ويلاحظ أن كل منهم له طريقته وأسلوبه التي يتبعها لكسب تعاطف الناس له ومحاولة مساعدته , فيمنون عليهم بما معهم من أموال ابتغاء رضا ربهم رغم أن منهم من ينتابه الشك أن من هؤلاء المتسولين من هم أيسر حالا منه وهو ما تفضحه الأيام ونراه إما روية العين أو نقرأه في الصحف , فكم من مرة سمعنا عن متسولين افتضح أمرهم بعد وفاتهم واكتشفنا أنهم يملكون رصيدا ماليا في البنوك ومنهم من يكتنز أمواله ويعبئها في أشوله ومنهم من يخبئها تحت الأرض أو داخل الجدران ويحرم نفسه من المأكل والملبس والمسكن والحياة الكريمة طوال حياته , وتنتهي حياته فى لحظة ولاستمتع بما اكتنزه من أموال وفى النهاية تؤول أمواله لورثته اذا كان له أهل وأقارب وإذا لم يكن لديه فتؤول تلك الأموال لخزانة الدولة وفى أي حال من هذه الأحوال ستكون أمواله لغيره ويصبح ( مال الكنزي للنزهى ) كما قال أجدادنا .

 وتعتبر حكاية العجوز المتسول الذي كان يمارس التسول منذ 20 عاما أمام إحدى الشركات فى شبرا الخيمة أحدث تلك الحكايات حيث وجدوه فى يوم من الأيام ملقى على الأرض جثة هامدة فقام العمال بتفتيشه للبحث عن اي إثباتات شخصية لمعرفة من هو وأين أهله ،فيجدون دفتر توفير خاص به مبلغ 335 ألف جنيه تابع لمكتب بريد الزاوية الحمراء وتم نقل الجثة إلى مستشفى ناصر العام وإخطار نيابة قسم ثاني شبرا الخيمة بالواقعة وسط حالة من الذهول والتعجب مما يحدث . وقد تابعت تلك الظاهرة للتعرف على الطرق التي يتبعونها لكسب تعاطف الناس ومن خلال تلك المتابعة وجدت أشياء عجيبة قد لا يصدقها عقل ولن يصدقها إلا من رآها ففي ميدان حدائق القبة بالقاهرة مثلا هناك امرأة تجلس على أحدى الأرصفة تبيع ليمون وجرجير وبصل أخضر ترتسم على ملامح وجهها تعبيرات الحزن واليأس ترتدي جلباب قديم أسود تحمل طفلا رضيعا على قدمها ولديها أربع أطفال آخرين فى أعمار متقاربة حالتهم رثه ويرتدون من الملابس القليل جدا هي فى الغالب لا تبيع ما تفترشه ولكنها تستعطف المارة لإعطائها ما يمنون عليها به حقيقة كنت أتعاطف معها لضيق يديها ولظروفها التي ترويها لكل من يقف أمامها فتجعلك تعطيها وأنت راضى وذات يوم وأنا أمر بنفس مكانها في فترة متأخرة من الليل وجدتها وهى تلملم أشيائها وأطفالها وتستقل سيارة أجرة ( تاكسي ) مكيف فأصابني الذهول فكيف تكون فى هذا الاحتياج والضيق ثم تدفع أجرة تاكسي مكيف .
 وامرأة أخرى منتقيه ترتدى السواد وتجلس على أحد الأرصفة تضع على قدمها طفلا رضيعا وبجانبها أخر نحيف ذليل شاحب اللون وترفع يديها بمناديل ورقيه لكل المارة مع سيل من الدعوات "ربنا ما يرميكم في ضيقة" ، "ربنا ما يحرمكم من ضناكم" مفردات في قاموس التسول نسمعها كل يوم عشرات المرات فى الطرق العامة وعلى أبواب الجامعات وفى المواصلات،لا أعتقد أبدا أنها ترتدي النقاب عن تدين ولكنها للأسف تستخدمه لإخفاء شخصيتها وملامحها .
 ورجل يحمل فى يديه روشتات العلاج وصور إشاعات وتتدلى من جانبه خرطوم من البلاستيك في أخره درنقة مليئة بالسوائل فيقول لك أنه مصاب بمرض خطير ويسألك أن تساعده فى شراء العلاج وبدون تفكير تعطيه.

وشابة أخرى ترتدي ملابس قيمة تستوقفك فى الشارع وهى تبكى وتؤكد أن نقودها تم سرقتها وليس معها مال يساعدها على الرجوع الى بلدها مع القسم بالله بأنها من عائلة كريمة وأنها أول مرة يحدث لها هذا الموقف وبمجرد أن تعطيها ما تريد تجدها تستوقف سيارة أخرى او أحد المارة وتكرر نفس الحوار.
وشيخ يجهش بالبكاء أمام أحد المساجد وأطفال تغسل زجاج السيارات فى إشارات المرور وآخرون يبيعون الفل والخردوات ومنهم ما يستخدمون الإيماءات التى توضح أنهم جوعي . لا أبالغ إذا وصفت مهنة التسول بأنها مهنة عريقة تحتاج الى توفر صفات خاصة فيمن يمتهنها فهى تحتاج إلى الذكاء والدهاء والصبر وبما أنها مهنة مربحة فمن الطبيعي أن يلجأ إليها الصغير والكبير فى ظل الارتفاع الشديد فى نسبة البطالة والفقر وانتشارا لعشوائيات وانهيار وتردى الأوضاع ألاقتصاديه وغياب القانون ودور وزارة الداخلية لتنفيذ العقوبات المقررة ولكن لانتشار هذه الظاهرة خطورة كبيرة على المجتمع ومن أجل ذلك فيجب التصدي لها ووضع حلول مناسبة للتخلص منها لأنها تحولت الى امتهانا وليس احتياجا .

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
جريدة الوسط اليومية

حصاد الثورة .. عنف وتخريب

بقلــــــــــم :: جيهــــــــان السنبـــــــــــــاطى


لست ضد من ينادون بحق شهداء الثورة , ولست ببرود الثلج حتى لا أشعر بما تعانيه كل أم ثكلى فقدت عزيزها من أجل مطالبته بالحرية , ولست ضد من يريدون الحصول على حقوقهم المشروعة التى قامت من أجلها الثورة , لكنى ضد كل من ينادون بقيام ثورة جديدة لاسقاط نظام الحكم الحالى واسقاط حاكم لم تسنح له فرصة ممارسة حكمه , وضد فكرة التخريب وترويع الأمنين , وضد فكرة تجويع الشعب الغلبان المطحون , ألا تعلمون أن حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى التى نشهدها هى السبب الرئيسى فى تدهور الأوضاع الأقتصادية وأرتفاع نسبة الفقر والبطالة فى البلاد ؟؟ فكيف تنادون برغيف خبز للفقير وفرصة عمل للعاطلين وحياة كريمة للمواطنين وأنتم تساعدون على نشر الفتن وانشقاق الصفوف ؟؟
أكاد أجزم بأن هناك أطراف سياسية لاتريد لمصر النهوض من كبوتها وتستخدم دماء الشهداء كورقة ضغط على الحاكم , وما يثير دهشتى هو موقف الحكومة المتخاذل الذى سمح باستمرار حالة عدم الاستقرار فمازالت لاتريد الاعتراف بأننا فى ثورة وأن أخذ حق الشهيد لن يأتى الا بتشكيل محكمة ثورية لمحاكمة قتلة الثوار فهى جرائم موثقة بالصوت والصورة ولاتحتاج الى أدلة تؤكدها .
تعنت الرئيس مرسى وحكومته أعاد الينا ذكريات النظام الذى سبقه , فحينما أمتلأت الميادين فى كافة المحافظات بالمتظاهرين , وأشتدت المواجهة بينهم وبين قوات الأمن , ووقوع ضحايا ومصابين , نجد أن حكومتنا المبجلة تلتزم الصمت وكأنها تنتظر أن يقوم الشعب المصرى بتصفية نفسه , أو أنها تستمتع بمشاهدتهم يتقاتلون حتى تستنفذ قواهم وتهبط عزيمتهم .
أن الشعب المصرى لم يجنى من ثورته الى الأن سوى مزيدا من العنف والتخريب والبلطجة وعدم الاستقرار والفقر , وخيبة الأمل من حكم الاسلاميين الذى أختاروا على أساسه رئيسا منهم يمثلهم أملين فى أنه سيحقق لهم أهدافهم التى طالبوا بها فى ثورتهم ولكنه لم يحقق منها حتى أبسطها وهو توفير رغيف الخبز للجائعين , أهذا ماكان يريده الشعب من ثورته ؟ 
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع عيون مصر
بوابة روز اليوسف
موقع جريدة الفجر

مواطن على حافة الجنون

بقــلم :: جيهــــان السنباطى

منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الأن اى منذ حوالى عامين والأحداث تتوالى ولا يمر يوما الا وهناك حدثا جديدا , تلك الأحداث منا من يشارك فيها , ومنا من يتابعها عن بعد , فيستمع الى تصريحات المسؤلين والخبراء السياسيين والاعلاميين عبر القنوات الفضائية المختلفة , فتارة ينتابه الذهول ويتابع فى صمت , وتارة أخرى يتملكه الغضب الشديد فيثور وتخرج منه ردود أفعال غاضبة رافضة لما يحدث .
وتتعدد بداخلنا التساؤلات التى لم نجد لها أى اجابات , ويستوطن الخوف من المستقبل أعماقنا , حتى أن البعض منا كفر بالشعارات التى قامت من أجلها الثورة وهى ( عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية ) وتمنى عودة النظام السابق , وبغض النظر عن جميع الأسئلة التى تداعب أذهاننا والتى لم نستطيع الوصول الى اجابات شافية لها الا أن هناك سؤالا واحدا يتكرر فى أذهان كل المصريين الأن وهو الى أين ستأخذنا تلك الثورة ؟؟ وهل هناك فعلا أملا فى اصلاح مافسد وعودة الاستقرار أم أنه اصبح حلما تائها مثله مثل باقى أحلام المصريين التى اغتيلت على يد النظام السابق .
فالمصريين لم يجنوا من تلك الثورة سوى الاضرابات وألاحتجاجات وألاعتصامات وألازمات والمشاكل , والمواجهات المتكررة بين قوات الشرطة والمتظاهرين التى اسفرت عن قتلى وجرحى بين الجانبين , وعصيان مدنى وانسحاب شرطى من الساحة , وعنف وتخريب وحرق وتلاسن اعلامى بين هذا وذاك , وقنوات فضائية تتابع وتوجه وتشعل فتيل الفتنة , تلك هى الأحداث التى اصبحت تتكرر بشكل يومى حتى أنها اصابت المواطنين بالكأبة والاحباط والاكتئاب وجعلته فريسة سهلة  للعديد من الأمراض النفسية والتى وصلت فى بعض الأحيان الى اقدام البعض على الانتحار نتيجة الأزمات الاقتصادية الخانقة والتضييق السياسى على الممارسة الديمقراطية وغياب ملامح العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص .
حتى أخلاقياتنا تغيرت بعد الثورة فأختفت اخلاقيات المصرى الاصيل الذى عرف بها فى كل العالم من طيبة وشهامة ونخوة ورجولة وجرأة وطفت على السطح أخلاقيات أخرى مذمومة حيث سقوط الاداب العامة والاعتداء على النساء والبلطجة والسرقة والقتل والتبجح وعدم احترام الاخرين وبدلا من أن تغيرنا الثورة للأحسن أظهرت أسوأ مافينا وكأنها ألقت بالأخلاقياتنا الحميدة فى بئر عميق .
دراسات عديدة حاولت الوقوف على الحالة التى بات يعانى منها غالبية الشعب بعد الثورة وتسببت فى ارتفاع نسب المرضى والذين يعانون من سوء حالتهم النفسية بسبب الخوف، التعصب، الصدمة أو الإحباط، ووفقا لإحصائية الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة فان زوار مستشفيات وعيادات الصحةالنفسية بلغ  221,267 شخصا استقبلتهم المراكز العلاجية التابعة للأمانة التى وصلت إلى 16 مستشفى ومركزين أواخر العام 2012.
 وكان من ضمن الدراسات التى حاولت تحليل أسباب تردى الحالة النفسية للمصريين بعد الثورة دراسة أجرتها مجموعة من طالبات قسم علم النفس المجتمعى بالجامعة الأمريكية، بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية، أوضحت أن %59.7 من الأفراد الذين شملتهم الدراسة، الذين يبلغ عددهم 313 فرداً، مصابون بما يسمى بـ«كرب ما بعد الصدمة»، وهى مجموعة من الأعراض المختلفة التى قد يعانى منها الشخص الذى يتعرض لصدمة قوية، منها التوتر والقلق وتختلف حدتها من شخص لآخر.وأوضحت الدراسة أن سبب إصابة %61 من أفراد العينة بكرب ما بعد الصدمة، هو مشاهدتهم لأحداث العنف فى نشرات الأخبار، فى حين أصيب %47 نتيجة رؤيتهم لتلك الأحداث فى الشوارع، بينما أصيب %27.8 منهم بسبب تدهور أوضاعهم المالية.
ولم تكن مشاهدة الأحداث الدامية وحدها هى المؤثر على الحالة النفسية للمصريين بل انتشار الفقر والبطالة وضيق اليد حيث أظهر تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، ‘أن حوالي 57.5′ من الأسر في مصر لم يغط دخلها الشهري احتياجاتها خلال مايو 2012، مقابل 45′ خلال الفترة نفسها من العام الماضي‘.
وقالت الدراسة، التي حملت عنوان (الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسرة المصرية بعد ثورة 25 يناير)، ‘إن ما يقرب من 58.4′ من الأسر تُرشد استهلاكها لتغطية العجز، وأن حوالي 38.3′ من الأسر ترى أن أحوالها المادية خلال يونيو 2012 باتت أسوأ مما كانت عليه قبل عام واحد.
وأشارت إلى أن متوسط الإنفاق الشهري للأسرة المصرية خلال مايو 2012 بلغ 1265 جنيها (حوالي 188 دولار) بزيادة قدرها 6.5′ خلال الفترة ذاتها من العام السابق له، مرجعة جانب من تلك الزيادة إلى تقليل الدعم عن سلع ومنتجات استهلاكية للمواطنين بحيث باتت قيمة الدعم في موازنة الدولة للعام المالي 2012 /2013، /113/ مليار جنيه مقابل /135/ ملياراً في موازنة العام 2011/2012.
ولفتت الدراسة إلى أن 89.9 ‘ من الأسر اشتكت من ارتفاع معدل الجريمة خلال عام 2012، مقارنة بالعام 2010، مؤكدين أن زيادة نسبة الجريمة تعود إلى الفقر في المقام الأول ثم إلى البطالة ثم الفلتان الأمني، فيما لم تستبعد 66,5′ من الأسر أن تتعرض منازلهم للسرقة .
فماذا تنتظرون ايها السادة الكرام ؟؟ فالشعب يكاد أن يتقاتل من أجل لقمة العيش وأنتم تكتفون بالتصريحات والكلمات الرنانة ولا اصلاح حقيقى حتى الان .

تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
بوابه روز اليوسف
موقع صوت روسيا
موقع وسط البلد الاخبارى
موقع عيون مصر
موقع رئيس التحرير

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

يعنى ايه حريــــــــــــه؟؟

بقـــلم :: جيهــــان السنبـــاطى

منذ أن قامت الانتفاضة الشعبية بثورتها عام 2011 مطالبة ( بالعيش ..والحرية .. والعدالة الاجتماعية ) , رافعة رايات الرفض لكل أنواع الظلم والقهر التى تعرض لها الشعب المصرى لأكثر من ستين عاما على يد الأنظمة الاستبدادية السابقة , معبرة بكل وضوح عن كل مطالبها , ومنتقدة بكل قوة وحزم أى خلل يطفو على سطح المجتمع سواء كان خلل سياسى أو اقتصادى أو أمنى ,  حتى أصبحت زمام الأمور فى يد الشعب فيختار من يختاره ويرفض من يرفضه , وهناك من يسمع ويستجيب له فتزداد مطالبه وقوته وعزيمته , واصبحت لكلمته قوة ورنين لايستطيع أحدا أن يتجاهلها ....
هذا فى حد ذاته ميزة كبيرة وبداية لطريق الحرية والعدالة الاجتماعية , ولكن هذا الشعب المطحون الغلبان المغلوب على أمره سنوات وسنوات مازال لايعلم ماهى الحرية ؟؟ وكيف يستخدمها ؟؟ وبأى أسلوب يستطيع أن يعرض فكره ورغباته ويحصل على حقه دون المساس بحقوق الأخرين ؟؟ فقد اختلطت المفاهيم وتاهت المعانى العظيمة فى ظل تفشى الفقر والجهل والضغط النفسى الذى تعرضوا له منذ قيام ثورة يناير , وجعلهم مثل المارد الذى فجأه سمح له سيده بالخروج من قمقمه فأصبح يتخبط يمينا ويسارا لاطريق له ولا اتجاه يسلكه , وأصبحت كلمة الرفض هى الكلمة السائدة لأى قرار سيادى يتخذ , ويتم الحشد له فتخرج المليونيات الرافضة الى الميادين , ويتكرر مشهد الاحتجاجات والاعتصامات والعنف والحرق والتخريب , كما أصبح ممارسة العنف بكل اشكاله هو البديل عن الخلل الأمنى الذى تعانى منه البلاد , فسادت شريعة الغاب فى الشارع المصرى وصار السحل والضرب بالمطاوى والسنج والصلب على أعمدة الانارة والتمثيل بجثث المتهمين أو الخارجين على القانون هو العقاب المتبع من الأهالى متجاهلين الجهات الأمنيه والطرق الصحيحة للتعامل مع هؤلاء مثلما حدث فى محافظة الغربية ...
وصار أى خلاف بين أثنين من السهل جدا أن يتحول الى حرب أهلية مثلما حدث فى حى شبرا حيث شهدت المنطقة مشاجرة مسلحة أسفرت عن مقتل أثنين بسبب حدوث مشاجرة بين صبيين بإحدى مدارس شبرا أثناء لعبهم الكرة، مما دفع أحدهم إلى طعن الأخر بمطواة، الأمر الذي أدى إلى وفاته، وأدى ذلك الى  تجمهر أهله عند منزل الجاني، وتبادل الطرفان إطلاق النيران والمولوتوف ...
فهل هذا الانفلات هو مايسمى بالحرية ؟؟ هل هذا العنف والتخريب هو الحرية ؟؟ هل التعدى على حقوق الأخرين هو الحرية ؟؟  فماهو معنى الحرية ؟؟؟؟ وكيف نمارسها فى حياتنا ؟؟؟
بشكل عام أصبح معنى الحرية غير واضح، فالكل يتحدث عنها وبأسمها دون وضع تعريف واضح لها, وضاعت معانيها وسط العديد من الاحتجاجات والاعتصامات وأحداث العنف والتخريب التى تكررت مؤخرا , بالأضافة الى التمسك بالرأى تمسكا مرضيا والمطالبه بالحقوق بغض النظر عن تأثير ذلك على حقوق الأخرين , الكل يريد أن يتحدث والجميع ينصتون وينفذون واذا لم يحدث يكون العنف هو الرد , والكل خائف من أن يلتزم الصمت فيعود العهد السابق بظلمه وقهره , المحصلة النهائية من هذا التذبذب النفسى للمواطنين هو اللجوء الى الصوت العالى والتبجح فى ابداء الرأى وانتقاد الأخرين وممارسة العنف النفسى والبدنى على معارضيه ...
فالحرية قيمة إنسانية أصيلة ورفيعة، تولد مع الإنسان بشكل طبيعي منذ ولادته، وليس من الطبيعي ولا هو من الأصالة في شيء أن يتعرض الإنسان للاستعباد والاسترقاق، سواء كان ذلك بشكله المادي أو المعنوي، ومن المهم أن يظل هذا الإنسان محميا من كل أشكال الاستغلال والاستعباد التي تكبله وتعيق حركته وحريته.
لابد أن نعلم جيدا أن الحرية ليست حكراً على فئة معينة؛ بل هي لكافة الناس، الكل من حقه أن يعيش حراً , ولكن لاتعني الحرية الخروج على شرع الله؛ بل شرع الله هو الذي يمنح الحرية، فإن من خصائص هذا الدين أنه يبني القيمة الذاتية للفرد، فالعبودية هي التحرر من عبودية النفس والشيطان. ..
كما أن الحرية هي التحرر من القيود التي تكبل طاقات الانسان، وانتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعةأو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، والتخلص من الإجبار والفرض ... كما أنها ليست الإيذاء والتعدي على حقوق الآخرين، والسب والشتم والتلفظ ببذيء القول؛ بل هذا نوع من أنواع الديكتاتورية، ومحاولة للتسلط القذر وفرض الرأي على الآخرين. الحرية الاعتراف بالآخر وأنه موجود له قيمته الإنسانية وحقوقه المدنية.
الحرية هي سبيل إلى تحقيق العدالة المفقودة، فالعدالة الحقة لا تتحقق في ظل الاضطهاد وحرمان الحقوق ومنع الممارسات الإنسانية الشرعية، فالحرية مقدمة أساسية لدفع الظلم وإزالته من المجتمع. وفي إقصاء الحرية يتعذر أن نتواصل مع المجتمع بصدق وإخلاص ومحبة، وهذا على المدى البعيد يؤثر تأثيراً سلبياً على تقدم المجتمع وتطوره ولذلك نجد أكثر المجتمعات تحضراً ورقياً أكثرها حرية. 
من هنا تقع المسؤلية الكبرى على كل المفكرين والأدباء والاعلاميين والصحفيين وكل من يمتلك قلما حرا أن يتواصل مع المواطنين بكافة الطرق لتوضيح معنى الحرية وكيفية ممارستها وكيفية حصوله على حقه دون المساس بحقوق الاخرين وارشادهم الى الطريقة المثلى فى ابداء الرأى وقبول الرأى الاخر وكيف يمكن من خلال ممارسة التعبير عن الرأي إثارة العقول بدلا من إثارة النفوس؟؟؟   وكيف يمكن نقد المساوئ الثقافية والاجتماعية والحياتية من دون الانزلاق إلى سجالات عصبوية تزيد من التوترات والانقسامات والفتن، والتي تسهم في التمهيد لمزيد من الفتن؟
 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع جريدة الفجر
شبكة اخبار المصرى
موقع إيجى برس 
موقع صحيفة الاستقلال
موقع رئيس التحرير
موقع صوت روسيا
موقع مصر 11
موقع عيون مصر
موقع العربى الناصرى



الشعب المصري سادس اكثر شعب يعاني من البؤس في العالم

بقــلم :: جيهــــــان السنبــــــاطى

مازال الاقتصاد المصرى يتأرجح مابين الهبوط الحاد والارتفاع الطفيف فى بعض القطاعات منذ قيام ثورة يناير 2011 أى بعد مرور عامين من الانتفاضة الشعبية التى أطاحت بالرئيس السابق وأتت بالرئيس المنتخب محمد مرسى المنتمى الى جماعة الاخوان المسلمين ومنذ ذلك الحين والشارع المصرى يشهد حالة من الفوضى السياسية والأمنية والتى أثرت بشكل سلبى على حركة النمو للاقتصاد المصرى بكافة قطاعاته .
وقد اتفق الخبراء الاقتصاديين على أن الفترة التى تمر بها مصر حاليا تعتبر من أصعب المراحل التى مرت بها على مر التاريخ مؤكدين أن السبب الرئيس وراء تدهور الأوضاع الاقتصادية يرجع فى المقام الأول الى سوء ادارة الحكومة وعجزها على مواجهة المشكلات ووضع حلول مباشرة وسريعة لها بالأضافة الى انشغال الرئيس مرسى وجماعته بالقضايا السياسية الأخرى التى تهدف الى احكام السيطرة وتثبيت الوجود له ولجماعته على حساب القضايا الاقتصادية وتنازع القوى السياسية سواء كانت اسلامية أو ليبرالية على كرسى الحكم والاكتفاء بتبادل الاتهامات بين بعضهم البعض وتصيد الأخطاء تاركين المشاكل الاقتصادية التى تتعرض لها البلاد دون حل حتى استفحلت مما زاد من معاناة المواطن المصرى البسيط وتركته فريسة للعديد من الأزمات منها أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار.
وبفضل عدم التوافق السياسي بين الطوائف المختلفة، التي تحكم أو بين القوى الشعبية المناهضة للحكومة، أو بينهم جميعا وانشغالهم بالصراعات على السلطة تدهورت الأوضاع الاقتصادية بالبلاد أصبحت أحلام الغلابة فى حياة أفضل مجرد شعارات يتشدق بها مجانين السلطة فالاقتصاد المصرى يتدهور يوما بعد يوم وهناك تخوفات من انهياره بعد أن اقترب تصنيف مصر الائتمانى نحو تصنيف اليونان التي أعلنت العام الماضي إفلاسها رسمياً، وخضعت اقتصادياً إلى الوصاية والمهانة الأوروبية فقد خفضت وكالة ”موديز” العالمية تصنيف مصر الائتماني من ”بي 2” إلى ”بي 3”، مؤكدة أنها ربما تقوم بتخفيض آخر لاحقاً كما خفضت تصنيف خمسة مصارف، ثلاثة منها مملوكة للحكومة، واثنين مملوكين للقطاع الخاص هذا بالاضافة الى انخفاض الاحتياطى الأجنبى بمقدار 1,4 مليار دولار أمريكي، ليصل الحجم الكلي الحالي لهذا الاحتياطي إلى حدود 13,6 مليار دولار.
كما أبرزت بعض التقارير الحديثة عددا من المؤشرات التى توضح حجم ما وصلنا اليه من تدهور للأوضاع الاقتصادية والأمنيه فى مصر حيث اشار التقرير الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي حيث تراجع ترتيب مصر للمركز الـ 85 عالمياً من حيث التنافسية السياحية على مستوى العالم ، وذلك في القائمة التي شملت 140 دولة وحصلت على المرتبة الأخيرة من حيث الأمن
كما أشار تقرير لمنظمة SOVEREIGN GLOBAL المتخصصة في المعلومات عن الائتمان في العالم، عن الربع الرابع من العام المالي الحالي، أن مصر احتلت المرتبة السابعة من حيث الديون الأكثر خطرًا على مستوى العالم، متراجعة 3 مراكز مقارنة بالربع الثالث من 2012، وهو التراجع الأكبر لأي دولة في العالم خلال الربع الرابع.
كما صنفت الامم المتحدة مصر فى المركز 112 فى مؤشر التنمية البشرية من بين الدول 187 الاكثر تقدما حيث تقوم عملية الادراج على اساس البلدان المتطورة اقتصاديا وصحيا.
ووفقا للأبحاث الاقتصادية التي أجرتها وكالة بلومبرج الأمريكية مؤخرا لقياس معدل البؤس والفقر في العالم أصبح الشعب المصري سادس أكثر شعب يعاني من البؤس في العالم،ويقيس مؤشر البؤس معدلات البطالة وتضخم الأسعار في دول العالم، وفي الفترة الحالية أصبحت مصر تعاني من البؤس على نحو كبير، وارتفعت فيها معدلات البطالة والأسعار بصورة غير مسبوقة.
ووفقا للبيانات الاقتصادية فإن البطالة في مصر الآن تخطت حاجز 13% من عدد السكان القادمين على العمل، وهو معدل مرتفع للغاية ويعد من أعلى المعدلات في الشرق الأوسط، أما بالنسبة للتضخم وارتفاع الأسعار بالنسبة للدخول فقد وصل 6.3%. وقد أجريت الدراسة على 59 دولة في العالم تعاني من أزمات اقتصادية، ولا يتوقع الخبراء خروج مصر من أزماتها قريبا بسبب استمرار تدهور الوضع الاقتصادي واقتراب البلاد من الإفلاس، وأصبح الاحتياطي النقدي يعتمد على الودائع الخارجية من قطر والسعودية وتركيا، ومع هذا فهو لا يكفي سوى ستة أشهر فقط. وتوقع الخبراء أن تظل معدلات البطالة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرتفعة خلال الفترة القادمة، ومن المتوقع أن تصل إلى 25%خلال السنوات الخمسة القادمة، وقد ترتفع إلى أعلى من هذا في بعض الدول
ومن جانبه أكد الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، أن حالة الاحتقان السياسى التى يشهدها الشارع أثرت على الوضع الاقتصادى، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصرى شهد خلال الـ 24 شهرا الماضية تحديات صعبة تمثلت فى انخفاض معدلات النمو واتساع الفجوة التمويلية، وتآكل الاحتياطى الأجنبى، بجانب تزايد الضغوط على الموازنة العامة للدولة لتلبية المطالب الفئوية، وهو ما ساهم فى انحسار الحيز المالى أو المساحة المالية المتاحة لدى السياسة المالية، والتى تسمح بالتدخل استثناء لمواجهة الظروف الطارئة
ونوه حسن مالك، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنمية الأعمال “ابدأ”، أن المطلوب من الشعب المصري أن يقدر الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، وفي الوقت الحاضر أن يبدأ العمل الحقيقي، مؤكدًا أهمية وجود دور كبير لرجال الأعمال.
كما أكد ضرورة أن يتكاتف الجميع، لأنه مهما كانت الخلافات السياسية والايدلوجية بيننا فأن المواطن البسيط ينتظر منا مصالحة، والذي لن يتحمل أي فرقة أو خلاف.
وشدد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية، على أن الخلاف السياسي اثر على الاقتصاد المصري، مطالبًا أن يبدأ الجميع في نبذ الفرقة السياسية والخلاف، لأننا نمر بفترة حرجة.
وقال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، أن أول ما تحققه أى ثورة لأبنائها أن تغير من صورة بلدهم لتجعلها قابلة للعيش الكريم، وتفتح لهم أمل الانتقال من ضيق التخلف إلى سعة التمدن مضيفا أن اضطراب الأوضاع فى مصر يؤخر انطلاقتها وأكد: “إذا تحولت الخلافات السياسية إلى نزاعات شخصية فإن مصلحة الشعب تتوه، وأنا ألحظ شخصنة كل القضايا، لدرجة أن البعض يعترض على الأشكال والأسماء”.
وأشار محمد الفقي، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى، أن افضل ما في مصر حاليا هو فتح باب امل في كافة المجالات ابرزها فتح الباب امام رجال الاعمال والصناعة المصرية، وذلك يحمل معاني كثيرة تساهم في تراجع البطالة وزيادة الناتج المحلي الاجمالي، وتقليل التضخم. قائلا: ” أن ما يحدث الان حالة جناية مكتملة الاركان من بعض الساسة على الاقتصاد المصري ”.
واضاف رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى، أن الاقتصاد المصري قادر على جذب استثمارات جديدة، لافتا إلى أن رجال الاعمال من المستثمرين السوريين هم اكثر رجال الاعمال ضخًا للاستثمارات في المنطقة الصناعية الجديدة.
وحذر الدكتور نبيل حشاد الخبير المصرفي والاقتصادي بصندوق النقد الدولي من انهيار الاقتصاد المصري في ظل الظروف الراهنة خلال ستة شهور قادمة علي الأكثر، وانتقد تدهور الأوضاع وضعف الانتاج وتخبط الكثيرين في الافتاء بأوضاع اقتصادية غير دقيقة، وأكد «حشاد» أن حجم الاحتياطيات الدولية الرسمية يؤثر علي سعر الصرف في ظل نظام سعر الصرف المرن الذي ينتهجه البنك المركزي.
كما أكد أن الهبوط الحاد الذي شهده الجنيه مؤخراً أمام الدولار يعود بالأساس إلي تقلص حجم الاحتياطيات الدولية، برغم مساعي البنك المركزي عبر ضخ جزء كبير من الاحتياطي للحفاظ علي استقرار سعر الصرف، وتوقع حشاد استمرار السوق السوداء للدولار حتي نهاية عام 2013، بسبب العرض الضئيل للعملة الخضراء والطلب المتزايد عليها لتلبية المتطلبات.
وقال إن قرض صندوق النقد الدولي تحصل عليه البلاد التي تعاني بالفعل من حالات من العجز في ميزان مدفوعاتها وما ينعكس علي عجز الموازنة، والصندوق يمنح الدول التي تمر بالأزمات وليس التي تنعم بالرخاء الاقتصادي، وضرب مثل ذلك اليونان التي تتشابه ظروفها الاقتصادية مع مصر وتراجع تصنيفها الائتماني وبرغم هذا لم يمتنع الصندوق عن مساعدتها وإقراضها.
ولفت حشاد إلي أن الديون الخارجية لمصر وصلت إلي 34.5 مليار دولار، منها 15٪ قصيرة الأجل والباقي 85٪ طويل ومتوسط الأجل وبالتالي فإن نسبة كفاية الاحتياطيات الدولية الرسمية عند الحد الأدني وتلبي الحاجة في الأجل القصير، وأوضح أن الاحتياطيات الدولية الرسمية في مصر تلبي حاجة البلاد لمدة شهرين و24 يوماً فقط.
وانتقد حشاد السلوك السياسي للمصريين حالياً وهو الذي ينعكس بالأساس علي الأوضاع الاقتصادية وتأزمها، مشيراً إلي أن هناك أشياء في مصر ارتفعت وبشدة بعد الثورة ومنها الخلافات السياسية والاهتمام بالبعد السياسي علي حساب البعد الاقتصادي، وتفاقم عجز الموازنة الذي شارف علي 200 مليار جنيه، واتساع فجوة العجز بميزان المدفوعات.
تم نشر المقال فى المواقع الاتيه
مموقع جريدة العربى الناصرى

الربيع العربى ,, ومصيدة الفترات الإنتقالية

بقـــلم :: جيهــــان السنبــــاطى

إنطلقت ثورات الربيع العربى فى كل البلدان العربية منذ أواخر عام 2010 ومطلع عام 2012 كالبركان الثائر بشكل متتابع في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، ثم سوريا , وكان الهدف الأساسى الذى خرجت بسببه الملايين الى الشوارع والميادين يصرخون بأعلى اصواتهم ويجمعهم شعار واحدا ( الشعب يريد إسقاط النظام ) هو ماتعرضت له تلك الشعوب من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان , بالإضافة الى غياب الحريات وأنتشار الفساد , وتدهور الأوضاع الإقتصادية والأمنية والإجتماعية والسياسية , فكان الخروج الى الشوارع هو سبيلهم للتخلص من الحكام الفاسدين لتذوق طعم الحرية , وبالفعل نجحت الثورات العربية بالإطاحة بأربعة أنظمة حتى الآن، فبعدَ الثورة التونسية نجحت ثورة 25 يناير المصرية بإسقاط الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 فبراير الليبية بقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي.
وأعقب إسقاط تلك الأنظمة مرحلة وصفها المتخصصون بالمرحلة الإنتقالية التى من المفترض أن يتم خلالها بناء دولة جديدة على أسس سليمة , ترسخ مفاهيم الحرية والديمقراطية , وتؤكد على العدالة الإجتماعية , وتصلح ما أفسدته الأنظمة السابقة , فتهتم بالمواطن العادى البسيط , وتحاول أن تقلل من معاناته اليومية , وتكفل له حياة كريمة , ولكن إعترض تطبيق هذا الحلم وجعله حقيقة العديد من المعوقات من أهمها تشبث ذيول الأنظمة القديمة بأنظمتها الفاسدة ومحاولاتها المستميتة فى إفشال تلك الثورات وإظهارها بأنها ليست سوى إنتفاضات شعبية من بعض الشباب المتهور فجندت جنودها الفاسدين لإستخدامهم بسطوة المال فى نشر الفوضى بالبلاد وهو الذى أطلق عليه الإعلام إسم ( الطرف الثالث ) ومازلنا فى مصر نعانى من هذا اللهو الخفى الذى لم يترك لأحد خيط يستطيع به أن يتعقبه ويصل اليه ويحاسبه ولايقع تحت الأيادى الأمنية سوى بعض الصبية الذين لاتتجاوز أعمارهم الحادية عشر .
ومع إنتشار حالة الفوضى فى البلاد وتدهور الحالة الأمنية وكثرة الاحتجاجات والاعتصامات التى عادة ما يعقبها مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين تاركة ورائها عدد من القتلى والجرحى بين الجانبين , وتدهور الحالة الإقتصادية وكثرة الأزمات التى يتعرض لها المواطنون , من أزمة سولار , وكهرباء , وأنابيب البوتاجاز , وإختناقات مرورية , وإرتفاع الأسعار الجنونى للسلع الغذائية الأساسية , كل هذا أدى الى الشعور بالإحباط والاكتئاب والخوف من المستقبل بل تمنى البعض عودة النظام السابق لما وصل اليه حال البلاد من تدهور فأصبحوا يرددون ( فساد مبارك .. ولا فوضة مرسى ) .
ومما لاشك فيه أن إستغراق المراحل الإنتقالية لفترات طويلة بما يتخللها من بطء فى إتخاذ القرارات وزيادة حدة الصراعات السياسية وإرتفاع سقف المطالب الشعبية ومقاومة مؤسسات الدولة للتغيير  سيزيد من صعوبة بلوغ مرحلة الإستقرار ويجب على النظام الحاكم الحالى أن تكون خطواته فى تطهير مؤسسات الدولة من الفساد سريعة ومحاكمة كل من تورط فى جرائم فساد وإنتهاكات لحقوق الإنسان والتخلص من كل اشكال العنف والقمع التى تعرض لها الشعب على أيدى النظام الأمنى السابق وإعادة الثقة فى النظام الأمنى الحالى
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع وسط البلد الاخبارى
بوابة روز اليوسف
موقع رئيس التحرير
موقع جريدة الفجر