الأربعاء، 28 أغسطس 2013

وهكذا يتكرر سيناريو ضرب العراق

 كتبت : جيهان السنباطى


لايخفى على أحد الأطماع الأمريكية والإسرائيلية وحلفاؤهم ورغباتهم المريضة فى الاستحواذ على المنطقة العربية ونهب خيراتها وثرواتها، ومايتم فى الخفاء من مؤامرات واتفاقيات وخطط لفرض سيطرتهم عليها ومحاولة تقسيمها الى دويلات صغيرة ضعيفة تغلى من الداخل بفعل الانقسامات والفتن التى ابتدعتها أمريكا وأسستها ودافعت عنها باستماتة لضمان استمراريتها وتقويتها من خلال دعمها المادى والمعنوى لكل الخوارج والجماعات الإرهابية التى تسعى لأن يكون لها دور سياسى بارز فى المنطقة لتحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد الذى تحلم به أمريكا وإسرائيل. 


فى أول الأمر كان الاحتلال إقتصاديا للتحكم فى اقتصاد الدول العربية ومعرفة مصادرها جيدا بما يتيح لهم نهب ثرواتها فتأخذ منه ما تأخذ وتقذف بالفتات لحكامها وشعوبها ثم تكبلهم بالديون التى يعجزون مع تدهور الأوضاع فى بلادهم على تسديدها فيزدادون ضعفا ويزدادون إحتياجا الى مساعداتها فتتسع دائرة الطلبات والرغبات الامريكية ويزداد سقف التنازلات العربية طلبا لحماية أكبر دولة فى العالم لها ولكن مع مرور الوقت أصبح هذا الإحتلال غير مجديا وكان عليهم التفكير فى طريق أخر لتحقيق حلمهم بطريقة أسرع فتدخلت عسكريا فى عدة دول مثل العراق وليبيا وحاليا يتم التخطيط للتدخل العسكرى فى الأراضى السورية بحجة استخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل. 

وتذكرنى الإدعاءات الأمريكية بوجود كيماوى فى سوريا بسيناريو السلاح النووى فى العراق وهى نفس التصريحات والمؤامرات والخطط التى تدبر فى الغرف المغلقة ونفس التحركات حيث عقد قادة عسكريون من الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط اجتماعا في الأردن قد يعتبر مجلس حرب وقد يقررون إعلان الحرب على سوريا دون أن يتأكدوا بالفعل من وجود سلاح كيميائى بسوريا أم لا كما فعلوا بالعراق ودون أن ينتظروا حتى الإطلاع على ماتوصلت اليه فرق التفتيش الدولية من نتائج بهذا الخصوص وبعد أن دمروها يتضح أنها لم يكن لديها سلاح نووى وأنها مجرد شكوك وظنون فإلى متى سيتعاملون مع الشعوب العربية بهذا الغباء؟ 

أفكلما تعرض الرئيس الأمريكى لمشاكل فى رئاسته لبلاده وضعفت شعبيته بين مؤيديه يلجأ الى عملية عسكرية يثبت بها قوته وقوة حلفائه ليؤكد للعالم أنه مازال قادرا على إدارة بلاده وبلاد العالم كله.. ألا تتفقون معى بأن تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيري حول مزاعم استخدام الجيش السوري لسلاح كيميائي، "انفعالية بشكل غير مبرر". ولماذا هذه العجلة فى عقابها فموقف الغرب حيال سوريا خلال فترة العامين ونصف الماضية كان يحيط به التردد العميق إزاء الانخراط في الحرب الأهلية في سوريا؛ إلا أنه خلال الأيام الأخيرة تغير الوضع بشكل كبير إزاء القيام بعمل ما في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيميائية شرقي العاصمة دمشق، حيث بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتفكير في معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد. 

إذن العراق وليبيا ثم سوريا وماذا بعد ؟؟؟؟ لم يبق أمام الإدارة الأمريكية إلا عقبة واحدة أمام تحقيق حلم السيطرة المريض على المنطقة فإذا سقطت مصر سقط الوطن العربى كله فلا تتخيلوا أن فكرة ضرب سوريا ستكون آخر قرارات تلك الدول ولكن توقعوا أن الضربة القادمة ستكون لمصر بعدما فشلت فى تدعيم الحكم الإسلامى فيها من خلال حليفها المعزول محمد مرسى وجماعته وبعد أن انكشف الغطاء على أكبر مخطط كان يهدف النيل من سلامة واستقرار مصر على ايديهم، وستستمر فى التدخل فى الشئون المصرية الداخلية بدعوى الحفاظ على حقوق الإنسان التى لاتراعيها هى فى بلادها بمساعدة جماعة الإخوان المسلمين الفاشلين وبدعوى حماية الشعب المصرى من الانقلاب العسكرى ومن العنف غير المبرر مع المعارضين له حتى تتاح له فرصه التدخل العسكرى فى مصر.... فلا يجدى الآن اللجوء الى الصمت ومتابعة الأحداث التى تجرى فى سوريا لننتظر تدميرها مثلما تم تدمير العراق وليبيا قبلها وبنفس المزاعم الامريكية فالصمت الأن هو خيانة عظمى لعروبتنا. 

 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه :
الجمهورية
مصر 11




الأحد، 25 أغسطس 2013

نظاما مبارك ومرسى .. رحلا بلا عودة


 كتبت : جيهــان السنباطى
عودتنا سرعة توالى الأحداث فى مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 على تقبل الخبر أى أن كان ومهما كانت قسوته ومهما كان غير متوقعا ومهما كانت تداعياته على المواطنين فى مصر فلم نعد نصاب بالذهول عندما يسجن هذا أو يفرج عن ذاك ولم نعد نهتم ولانتابع ما يتم فى فى قاعات القضاء من محاكمات لرموز النظام السابق ولم نعد نفكر الا فى شىء واحد حاليا هو ما وصل اليه حالنا بعد عام من حكم الإخوان وكيف نتخلص من تداعيات عزل الرئيس المعزول محمد مرسى وعنف جماعته الممنهج وقد ظهر ذلك جليا عندما تم الإعلان عن قرار المحكمة بإخلاء سبيل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ووضعه تحت الإقامة الجبرية في مستشفى المعادي العسكري في آخر قضية كان يسجن على ذمتها احتياطياً، المسماه بقضية هدايا جريدة الأهرام فلم يصيبنا هذا الخبر بأى إندهاش فقد تم تبرأة مبارك من قبل فى عدة قضايا اخرى مماثلة فلم لا يتم تبرأته فى هذه القضية أيضا وهكذا لم يعد أمامه من تهم سوى قضية قتل المتظاهرين والتى ربما يتم تبرأته منها أيضا والسبب معروف هو أن القضاء يتعامل مع تلك القضايا على أنها قضايا عادية وليست ثورية وأنها تمت وفقا للقانون العادى حيث تعتمد على الإثباتات والأدلة مثلها مثل باقى القضايا والتى مع طول فترة التقاضى تم طمسها وإخفائها وبالتالى لايتوفر أمام القضاه ما يثبت إدانة المتهم سواء كان مبارك أو أحد من رموزه والذين قد حصلوا على براءات قبله .
وإن كان مبارك قد تم تبرأته قضائيا لعدم توفر أدلة أدانته فلا أعتقد أن الشعب المصرى سيبرأه من دماء الشهداء التى ملأت الميادين وستبقى فى القلوب براكين من غضب تنتظر القصاص العادل وإن كان الأمر سيتم على هذا النحو أيضا فى محاكمة نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان المسلمين فدعونى أبشرهم مسبقا بالبراءة لأنهم قادرون على طمس الأدلة التى يمكن أن تدينهم وأقول لمن يعترض منهم على هذا الحكم الصادر بحق مبارك لاتلومن الا أنفسكم وإن كان هناك من يمكن لومه على إخلاء سبيل مبارك وتبرأته فى التهم الموجهة اليه فبالتأكيد هوالرئيس المعزول محمد مرسى وجماعتة لأنهم كانوا قادرين على إدانة مبارك وعهده عبر التعاون والتشارك مع بقية قوى الثورة، لكنكم اختاروا التكويش والاقصاء والنتيجة هى ما نراه الآن.
وبالتالى ليس من حق جماعة الإخوان المسلمين حاليا أن تعترض أو تفتح فاهها لأن معظم البراءات التي حصل عليها رموز نظام مبارك ومبارك نفسه تمت في عهد الإخوان، بل إن الرئيس المعزول محمد مرسي هو من سعى بنفسه لإتمام مصالحات معهم مقابل استرداد حفنة من الأموال كذلك هو والأغلبية من مجلس الشعب من دعوا الى عدم تشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز "مبارك" إذن فالنتائج التى تم الوصول اليها هى نتاج قرارتهم وسياساتهم .
ولمن يتوقع عودة مبارك ورموزه مرة أخرى للحياة السياسية فأنا اقول لهم أن نظام مبارك سقط ولن يعود كما لن يعود نظام الإخوان لأن أوراقهم ووجوههم قد إحترقت وإيديهم قد تلوثت بدماء الشهداء ولن يسمح لهم الشعب المصرى والقوى الثورية بالعودة مرة أخرى فالأمر الأن فى يد الشعب هو من سيختار رئيسه وهو من سيحدد مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة و سيقف بوضوح ضد أى محاولات أو سعى لاعادة إنتاج أى نظام أهان المصريين أو استباح دمائهم أو مارس الظلم والقهر ضدهم .


تم نشر المقال فى الصحف الاتيه:
الجمهورية
البلاد
صوت روسيا
مصر 11
البشاير
عيون مصر
البيان
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
العربى نيوز
الفجر

الاثنين، 19 أغسطس 2013

الإعتراف بالفشل أفضل من إراقة الدماء

كتبت : جيهان السنباطى
وسط زخم الأحداث المؤلمة والمتتالية التى يشهدها الوطن الحبيب منذ أن تم فض إعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى  ميدانى رابعة العدوية والنهضة من قبل قوات الجيش والشرطة, ومع مطالعة الأخبار اليومية التى لاتخلو أحداث العنف فيها يوميا من قائمة تحتوى على أعداد من القتلى والجرحى من جماعة الإخوان المسلمين وقوات الشرطة والجيش , والألم والحزن يعتصر القلوب حتى توقفت الأقلام عن الكتابة وأصبح الصمت أكثر تعبيرا ووصفا للحزن على ما ألت اليه الأوضاع فى مصـــر , والكل يستائل لماذا يحدث كل هذا ؟؟ ولمصلحة من ؟؟؟ ومن المسئؤل عن إزهاق أرواح المصريين ؟؟؟؟ وكيف لجماعة أو فصيل واحد فى البلاد أن تكون له القدرة على مواجهة شعب بأكلمه ؟؟؟؟؟ وهل الأمر له علاقة بالدين كما تدعى قيادات جماعة الإخوان المسلمين ؟؟ أم الأمر يرتبط إرتباطا وثيقا بحلم الوصول الى كرسى الحكم والذى من خلاله سيحققون حلم الخلافة الإسلامية ..
بداية كان وصول محمد مرسى للحكم هو بداية تحقيق هذا الحلم فقاموا بدعمه والوقوف بجانبه ضد الشعب فى أى قرار يتخذه , وعمد مرسى على الإطاحة بكل من كان له صلة بالنظام القديم وتسكين أخرين من جماعته وعشيرته مكانه بغض النظر عن الخبرة والكفاءة حتى أصبح له فى كل مؤسسة حكومية ذراع وفى كل محافظة يد تنفذ الأوامر , لكن الشعب المصرى كان يقظا ويعى كل مايحدث حوله ولم يتوقف عن الخروج الى الميادين للتعبير عن رفضه لأخونة الدولة حتى خرجوا فى 30 يونيو الماضى الى الميادين والشوارع فى ثورة شعبية تصحيحية يجمعهم هدف واحد هو التخلص من الفاشية الدينية التى تمثلت فى نظام الرئيس المعزول محمد مرسى بعدما أكدت لهم العديد من الأزمات التى تعرضوا لها خلال مدة حكمه للبلاد بأنه لم يكن على قدر المسئولية التى منحها له الشعب المصرى حينما تم إنتخابه ليكون رئيسا لكل المصريين , وخلال عاما واحدا فقط ذاق المواطن المصرى مالم يتذوقه خلال 30 عاما من حكم سابقه من مرارة العيش وإلاحترق بنيران الارتفاعات المتتالية لجميع السلع والخدمات وصعوبة الحصول على رغيف الخبز بالإضافة الى الازمات الاخرى التى إفقدته صوابه وجعلت من حياته جحيما لايطاق مثل أزمة البنزين والسولار وإنقطاع الكهرباء وأنابيب البوتاجاز والإختناق المرورى وانتشار القمامة فى الشوارع , والبلطجة والسرقة واستيلاء الباعة الجائلين على الميادين والشوارع الرئيسية , وأرتفاع معدلات الفقر والبطالة , بالاضافة الى ارتفاع معدلات الكوارث وتكرار حوادث القطارات والسيارات , وانهيارالعقارات التى حصدت العديد من الارواح البريئة .
ولكن لم يعترف محمد مرسى بفشله ولم يعترف أيضا بتلك الثورة وخرج للشعب فى اخر خطاب له يدعوهم الى إحترام شرعيته والتأكيد على أنه رئيسا منتخبا وأنه سيكمل مده حكمه كما حدد القانون والدستور وتجاهل مطالب الشعب التى دعته الى التنحى والرحيــــل وأكد أنه لن يتركها حتى وإن كان على حساب حياته مما زاد من غضب الشارع الى أن تدخلت القوات المسلحة لإحتواء هذا الغضب وتنفيذ رغبة الشعب بعزله وهنا بدأت أنياب جماعة الاخوان المسلمين فى الظهور فلم تكن تتخيل أن أحلامها سيتم هدمها بهذه السرعة بعدما أوشكت أن تحكم سيطرتها على كل مفاصل الدولة فقامت بحشد كل أعوانها فى كل المحافظات فى خطة إستهدفت إصابة مصر بكاملها بشلل تام حتى تعرقل تنفيذ خطة الطريق التى أعلن عنها الفريق اول عبد الفتاح السيسى للخروج بمصر من عنق الزجاجة فخرجوا فى تظاهرات واعتصامات إستمرت ستة أسابيع متواصلة كانوا فيها مثل الجراد الذى اذا دخل على أرض دمر كل أخضر فيها حتى بدأت المواجهة بين تلك الجماعة وقوات الجيش والشرطة بتفويض من الشعب للقضاء على كل من يهدد أمن الوطن وسلامة أبناءه ...
ومازالت جماعة الإخوان المسلمين فى حالة نكران للفشل الذريع الذى منيت به ولاتريد الإعتراف به فأختارت كعادتها أن تخوض حرب إستنزاف طويلة ضد الحكم الجديد المنبثق من ثورة 30 يونيو هدفها الرئيسى هو الإبقاء على التوتر السياسي أطول فترة ممكنة لشل فاعلية الاقتصاد وإفشال السلطة الجديدة وضمان عدم محاكمة قادة التنظيم وترك فسحة للأمل بعودة الجماعة من جديد إلى المشهد السياسي بأقل قدر ممكن من الخسائر والتأثير في نفوذها، وجبهة سيناء واحدة من أهم جبهات الصراع وعلى أرضها سوف تكون الكلمة الأخيرة في هذا الصراع الذي يبدو للأسف ممتداً وطويلاً وربما دموياً .
ليت جماعة الأخوان المسلمين تدرك أنها بتوسيع دائرة العنف فى البلاد ستكون هى الخاسر الوحيد حيث سيلفظها الشارع المصرى تماما ولن يسمحوا بوجودها ثانية على الساحة السياسية ولن تجد من يؤيدها ولابد أن تعترف أنها أخفقت وفشلت وأن الشعب أعطاها عاما كاملا لإثبات قدرتها على إدارة البلاد لكنها فشلت وليس أمامها حاليا سوى أن تستمع لصوت العقل وعليها ترك الشوارع حتى يمكن لاقتصاد مصر أن يبدأ العمل من جديد و أن يعيدوا تنظيم أنفسهم والدخول في منافسة سياسية وليس الدخول في منافسة للعنف فيكفى دمـــــــــاء ويكفى دمــــــــــار وهيا بنا نبنى وطننا الحبيب كلنا أبناءه وكلنا أخوة وكلنا لنا حق فيه فإعملوا على رفعته ونهضته ولاتساعدوا على إفساده وتدميره .

تم نشر المقال فى الصحف الاتيه:

البلاد
عيون مصــــــــر
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
وسط البلد الاخبارية
الواقــــــع
الربيع العربى
صوت روسيا
http://arabic.ruvr.ru/2013_08_19/119888596/
الشاهد المصــــــــــرى
http://www.alshahed-egy.com/2013/08/19/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1/










الأحد، 11 أغسطس 2013

الكلمة رسالة .. فأحسنوا إستخدامها

بقلم : جيهـــان السنباطى
الكلمة المكتوبة ليست مجرد حروف متشابكة , ولامجرد خطوط تخطها الاقلام نملأ بها الأسطر , ولكنها معانى ورسائل موجهة , تحتويها القلوب , وتستوعبها العقول , وتترجمها الأنامل , فتترك أثارها على السطور , ليتلقاها المتلقى , فتتغلغل داخل نفسه , تاركة اثرا كبيرا بداخلها , وهى إما أن تكون كلمة طيبة تريح النفس وتسعد الروح وتشفى الجروح وتزيد من المودة والحب بين الناس , أو أن تكون كلمة خبيثة تشقى من يقرءاها وتكون سببا فى تعاسته وإنتشار الكره والبغض بين الناس , ولذلك لايمكن الإستهانة بقوة تأثير الكلمة المكتوبة فى حياتنا , وكيف نستهين بها وهى قادرة على أن تجعل من حياتنا جنة فى لحظة , أو تقلبها الى جحيم لايطاق , كما قال رسولنا الكريم (ص) (يقول ابن آدم كلمة فلا يلقى لها بال فتهوي به سبعين خريفا في ناري جهنم ) .

إذن فالكلام هو من النّعم الكبرى والفضلى الّتي كرَّم الله بها الإنسان، هو عنوان جماله: "جمال الإنسان في اللّسان"، كما قال رسول الله(ص)، وهو الميزة الّتي ميّزه الله بها على سائر خلقه، وقد رُبِط الإيمان به، وفق ما أشار إليه الرسول(ص): "لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه".

فاستقامة اللّسان شرطٌ أساسى لاستقرار الحياة وأمانها، وشرطٌ لنموّها الصّحيّ والسّليم، كما هي شرط لبلوغ الإيمان والوصول إلى درجاته العليا...
أمّا عدم استقامة اللّسان، فيحوّله من كونه نعمةً من أكبر النّعم، إلى نقمةٍ في الدّنيا وفي الآخرة...

كذلك فللكلمة سحر خاص , وتأثيرا فى النفوس يفوق تأثير الافعال أحيانا , فكل شىء فى الكون كانت بدايته كلمة , بدء الخلق كان بكلمة كن فيكون من الله سبحانه وتعالى , وايات الله فى كتابه الكريم بدأت بكلمة , أول لقاء يبدأ بكلمة , أول إحساس تؤكده الكلمة , وقد تؤدى كلمات الى تحقيق المستحيل , فبكلمة طيبة تصنع إنسان ناجح , وممكن بكلمه تحطمه وتهدم أحلامه , بكلمة تبنى مستقبل , وبكلمة تحطم أجيالا , إذن فإنّ كلماتنا الجميلة هي مثل الهدايا.. يستحسن أن نقدمها مغلّفة بغلاف جميل حتى تسر الذين نقدمها إليهم.وكلماتنا الناقدة مثل وخزات الإبر.. يفضل أن لا تكون موجعة للدرجة التي تجرح سامعيها.

لقد نشأنا على أن الكلمة سلاح ذو حدين , أحدهما نافع والاخر قاتل , وتعلمنا ألا نتفوه بكلمة إلا إذا إستوعبنا معناها وتأثيرها على الاخرين جيدا , ولكن مع مرور الوقت والتقدم المطرد فى وسائل الإتصالات وتعدد وتنوع مواقع التواصل الإجتماعى , بالإضافة الى توفير طرق جديدة للمراسلات أسرع وأوسع إنتشارا , جعل هناك سباق محموم بين المفكرين والادباء والاعلاميين والصحفيين والمثقفين  لنشر الآراء والأخبار والصور أو أقوال الحكماء دون التأكد من صحتها فتتمخض فى النهاية لتنجب معلومات مشوهة قد تتسبب فى كوارث .

فسهولة توصيل الكلمة عن طريق تلك المواقع والتى قد يتم نقلها من مكان لاخر ربما فى بعض الاوقات دون قراءتها وتفهم معانيها أفقد الكلمة وزنها وأهميتها , هذا الى جانب إتساع دائرة نشر الخبر من صحف ورقية الى اخرى الكترونية , ومن قنوان تليفزيونية محلية الى قنوات فضائية محلية ودولية , قل شأن الكلمة عند الكثيرين فكثرت الأخبار والتحليلات والأحاديث والحوارات والمداخلات وقلت المعانى الطيبة والمصداقية والشفافية.

وعليه فالكلمة مسؤلية كبيرة يجب أن نتعلم كيفية التعامل معها فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها .

اللهم إنها نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا وفي الجد والهزل، اللهم إنا نسألك الخير كله عاجله وآجله ونستعيذ بك من الشر كله عاجله وآجله، اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
كلمتى
الجمهورية
الجسر
وكالة هيرمس برس
وكالة سولا برس
عيون مصر
http://www.oyonmsr.com/?p=48386
العربى نيوز
http://www.alarabynews.com/?p=109906
مصريون فى الكويت
http://egkw.com/ArticleDetail.aspx?id=34781
وسط البلد الاخبارية
http://westelbaladnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%81%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7.html
مصر 11
http://www.masr11.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=24786%3A2013-08-12-08-09-13&Itemid=618#.UgilkdJM_Sg
مؤسسة الوعى العربى الاعلامية
http://arabyway.com/index.php/sad-roses/850-2013-08-11-19-18-17
المشهد
http://al-mashhad.com/News/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9--%D9%81%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7/320850.aspx
وجه مصر
http://www.faceofegypt.com/%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%A1/94-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%81%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7.html#.UgpZTNJM_Sh
الواقع
http://alwakei.com/news/0/0/0/37754/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-..-%D9%81%D8%A3%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7.html
الاستقلال
http://estklal.com/news/news.aspx?id=107951
ايجى برس
http://www.egy-press.com/ArticleDetail.aspx?ArticleID=334








السبت، 3 أغسطس 2013

اخر أوراق الإخوان .. أطفال فى الأكفان

 بقلم : جيهـــان السنباطى
إستخدمت جماعة الإخوان المسلمين خلال إعتصامها بمنطقة رابعة العدوية وميدان النهضة أوراق عدة لضمان إستمرار هذا الإعتصام حتى تتحقق مطالبهم بعودة الرئيس المعزول الى قصر الرئاسة مرة أخرى , بدءا من إستخدام سطوة المال وتأثيره على الناس البسطاء الفقراء , وإحتياجهم له لضيق ذات اليد , بغرض حشــــد عددا كبيرا من المعتصمين من كافة المحافظات , الى توفير وجبات غذائية , ومشروبات , ومياة بالمجان للصائمين , ثم التلاعب بعقولهم , وشحنهم ضد النظام الحالى , وتصوير المشهد الذى حدث فى 30 يونيو بأنه إنقلاب على الشرعية , وحرب إبادة للدين الإسلامى والمسلمين , ولتحقيق هذا الهدف عكفوا على فصل هؤلاء المعتصمين فصلا تاما عن العالم الخارجى كله فلا يجعلونهم يطلعون الا على مايريدون أن يطلعوهم عليه , ويؤكد أفكارهم وتوجهاتهم فمثلا لايسمحون لهم سوى بقراءة جريدة الحرية والعدالة , ولايتعاملون مع الصحف والصحفيين الذين يتبنون وجهات نظر مخالفة لوجهه نظرهم , ولايسمحون لهم بمشاهدة سوى قناة الجزيرة وبعض القنوات الفضائية التابعة للفكر والنفوذ الإخوانى فأصبحوا لايعلمون الا ما يتم تلقينهم به يوميا من على المنصات التى تدعوا بشكل يومى الى التمسك بشرع الله ومحاربة الفاسدين الكفرة العلمانيين .
كما لجأت قيادات الإخوان المسلمين وشيوخهم وواعظيهم الى تثبيت تلك الفكرة فى عقل ووجدان هؤلاء البسطاء , من خلال الضرب على وتر الدين والتدين , وحب الاسلام وحب فكرة الشهادة فى سبيل الله , وتطبيق شرع الله , فإستخدموا ورقة الأحلام والرؤى , حيث تكرر على منصات رابعة مشهد وقوف إحد هؤلاء الشيوخ والواعظين ليروى للمعتصمين ما رأه فى الحلم أو الرؤية , والتى تعددت وإختلفت تفاصيلها لكنها إجتمعت على هدف واحد هو أن للرئيس المعزول مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى , وأنه تم إختياره ليكون سببا فى نصرة الدين الإسلامى فى زمن المكائد التى تبغى النيل منه , فتضمت تلك الرؤى أشياء يستحيل على اى إنسان عاقل أن يصدقها , بداية من نزول جبريل عليه السلام، ثم إمامة «المعزول» للرسول «عليه الصلاة والسلام»، نهاية بنزول العذراء مريم , ومع إستمرار حالة الشحن النفسى والمعنوى لهؤلاء المعتصمين صدقوها وأمنوا بها , بل وبمجرد سماعها تعلوا أصواتهم بالتهليل والتكبير والحمد , ويزداد حنينهم وتمسكهم بالشهادة والحصول على جائزتهم التى وعدوا بها فى جنة الفردوس وهى حور العين .
وكانت اخر أوراقهم هى إستخدام النساء والأطفال دروعا بشرية , فتتقدم مسيراتهم مجموعة من النساء والأطفال ليحتمى بها الرجال حتى اذا تعرضت المسيرات لأى خطر يكون القتلى والمصابين منهم ليكسبوا دعم وتعاطف وحماية العالم الخارجى والداخلى لهم وتصوير المشهد على أن القوات المسلحة والشرطة تمارس العنف ضد النساء والأطفال , وبلغت القسوة فى قلوبهم اشدها حينما تم إستغلال الأطفال حديثى السن من مؤسسات رعاية اجتماعية ودور أيتام تابعة لقيادات داخل الجماعة كأداة سياسية حيث تقود جماعة الاخوان المسلمين مسيرات للأطفال وهم يحملون أكفانهم وقد كتب عليها "مشروع شهيد"، ما أثار سخط المنظمات العالمية والمجتمعات الدولية وهذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل على إفلاس جماعة الإخوان المسلمين سياسيا فلم تجد أمامها سوى الأطفال والنساء من أجل تحقيق أهدافها السياسية التي فشلت في تحقيقها حين وصلت للحكم .
هذا العمل الدنىء على عكس توقعات الإخوان لم يكن فى صالحهم بل إنقلبت عليهم المؤسسات الحقوقية والدولية ووضعتهم فى موقف ضعيف حيث إنتقدت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، إصرار جماعة الإخوان المسلمين على استغلال الأطفال في السياسية، ووضعهم في صدارة التظاهرات، ما يعرّض حياتهم للخطر. وقالت المنظمة إنها قلقة جدًا من التقارير التي تتحدث عن أطفال قتلوا أو أصيبوا خلال المواجهات العنيفة في مصر مؤخرًا.  
وأضافت أن الصور المزعجة التي التقطت للأطفال أثناء التظاهرات تشير إلى أن استغلالهم يحصل عن عمد في بعض المواقف، ويعرضهم لخطر مشاهدة العنف أو أن يصبحوا ضحايا له. وأضافت المنظمة الأممية أن مثل هذه الأفعال لها آثار جسمانية ونفسية مدمرة طويلة الأمد على الأطفال. وناشدت جميع القوى السياسية عدم استغلالهم في تحقيق أغراض سياسية، وحمايتهم من أية أضرار محتملة.
وهنا تأكد أمام الجميع كذب مزاعم الأخوان المسلمين بأن غضبتهم وجهادهم من أجل تطبيق شرع الله لم يكن سوى كذبة كبرى لتحقيق مخططاتهم السياسة وحلمهم للزعامة فإن كان كما يدعون فلماذا لم ترفع الأكفان فى سبيل الله ونصرة الحق المغتصب فى القدس وفلسطين ..... للأسف لم يتذكروا الشهادة , ولم يحشدون لها , ولم ترفع الأكفان إلا فى سبيل الكرسى والسلطة الزائفة .... فهل مازال هناك عقلاء بهذا الوطن يدركون خطورة الصمت على هؤلاء ؟؟ وكيف مع هذا الخصم المفتقر الى الحكمة وأبجديات السياسة التى تحكمه قاعدة واحدة هى إما الإنتصار أو الإنتحار أن نتبع أسلوب التفاوض هؤلاء الأتباع يعتقدون أن اعتصامهم رباط في سبيل الله وليس احتجاجا سياسيا، كما أنهم لا يتصرفون انطلاقا من قناعة ذاتية وإنما طاعة لأوامر المرشد، وطالما لم يأمرهم بالمغادرة فإنهم باقون طمعا في أجر الطاعة.


:تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
البلاد
عيون مصر
العربى نيوز
البيان
الواقع
مصر 11
مؤسسة الوعى العربى
ايجى برس
وسط البلد
مصريون فى الكويت
الفجر
http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=397149&secid=19&vid=2
الصباح العربى
http://sabaharabi.com/articledetails.php?makalID=326
وكالة انباء الصحافة العربية والافريقيه
http://www.pnaarabafrica.com/Writers/%D8%AC%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%8A/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86#.Uf1MbNJM_Sh
وجه مصر
http://www.faceofegypt.com/%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%A1/94-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%A7%D8%AE%D8%B1-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D9%81%D8%A7%D9%86.html#.Uf1RttJM_Sg
14 اكتوبر
http://www.14october.com/WriterArticle.aspx?id=1402&issueid=a8afb709-fb0a-42f5-9080-a6e92e3d90ef
الاستقلال
http://estklal.com/news/news.aspx?id=107064