السبت، 6 ديسمبر 2014

الفساد.. سوء أخلاق أم فقر وإحتياج

الفساد.. سوء أخلاق أم فقر وإحتياج
كتبت / جيهان السنباطى
كثُر الحديث مؤخراً عن إنتشار الفساد فى مؤسسات الدولة عقب قيام ثورة يناير , وتعالت الأصوات مُنادية بضرورة الكشف عن الفساد والمفسدين وتتبعهم فى كل مكان وتطهير الدولة من فسادهم , وعند البحث عن الأسباب الرئيسية التى أدت الى إنتشار هذا المرض السرطانى اللعين إكتشفنا أنه قد يكون بسبب الفقر والمرض والبطالة ومذلة الإحتياج , وقد يكون بسبب فساد الأخلاق وخراب الضمائر وضعف الوازع الدينى , ورغم أن توافر سبباً واحداً من تلك الأسباب لدى أحد الأشخاص كفيلة بأن تصنع منه فاسداً صغيراً يتوحش بمرور الوقت ليصبح من أكبر رؤوس الفساد فى الدولة وخطراً كبيراً يهدد إستقرارها وأمنها ونهوضها , إلا أننى أرى فى فساد الأخلاق السبب الأقوى لإنتشار هذا المرض الخطير فقد يكون إنساناً فقيراً لكن عفيفاً وقد يكون مريضاً ولكن يأبى أن يكون علاجه بالمال الحرام .
وكما يعتبر فساد الأخلاق من الأسباب الأكثر أهمية فى إنتشار افة الفساد فى المجتمع , فإن الفساد الإدارى الحكومى هو أخطر نتاج لهذا الفساد لأن ممارسته تساعد على نشر ثقافات فاسدة تصبح بمرور الوقت جزء من قيم العمل الخاطئة مثل عدم إحترام وقت العمل , إفشاء أسرار العمل , سوء إستعمال السلطة , الوساطة والمحاباة , الإنحرافات المالية والرشوة والإختلاسات وإهدار المال العام , ولكى نواجه كل ذلك فلابد من تقوية أنظمة المسائلة والرقابة فى الدولة , والتركيز على وضع العقوبات القانونية الرادعة لمعاقبة المنحرفين , تطوير الإجراءات والنظم الإدارية الخاصة بإدارة الأعمال وإختيار العاملين , التركيز على العامل البشرى فالمواطن هو الغاية , بالإضافة الى تحسين الوضع الإقتصادى والحياة الكريمة لأبناء المجتمع , وتفعيل دور المؤسسات التربوية بكل مراحلها من أجل خلق قيم وسلوكيات تؤثر على أهمية العمل والكسب الشريف وبيان عواقب الفساد , تفعيل الجوانب الروحية والدينية التى تشجع على الإستقامة والسلوك الجيد .
وإذا قُمنا بتحليل الشخصية المصرية فسنجد أنها ليست بالسيئة ولكنها من الشخصيات الأكثر تفاعلاً مع الأحداث , فمع كل حدث تطفو على السطح شخصية جديدة بسمات جديدة , فتجدها مع النصر والنجاح إيجابية جدا , ومع الإنهزام فهلوية , ومع الثورات تجدها ثورية , ومع الفوضى فوضوية , ولذلك نجد أنه ما أن قامت ثورة 25 يناير وماصاحبها من تغييرات كثيرة وسريعة إلاوطفت على السطح العديد من الصفات المذمومة حيث غلبت بذاءة الألفاظ والعصبية الشديدة فى التعاملات بينهم بالإضافة الى الكذب والغش وخيانة الأمانة وإنتشار الرشاوى والإختلاس وفى ظل عدم إمكانيه الرقابة والمتابعة من قبل الدولة على مؤسساتها فى تلك الفترة إستطاع هؤلاء المفسدين تكوين شبكات من الفساد داخلها إنتشرت بشكل مرضى حتى كاد الصالحون أن يختفون إذن المسؤلية الأكبر لتفادى السلوك السيىء الناتج عن أى تغييرات مجتمعية تقع على المجتمع فليتنا نهتم بتربية النشأ تربية صحيحة ونزرع بداخلهم الحب والإخلاص فى العمل وضرورة المراقبة الذاتية التى تقوم على مبادىء الأخلاق .










سوق الجوارى



سوق الجوارى
كتبت / جيهان السنباطى
ومازال مسلسل الداعشيين مستمراً , تمثيل وإخراج مجموعة من الدواعش فاقدين الإحساس بالبشر , قلوبهم سوداء لاتعرف طريق الرحمة , أعينهم نظراتها حادة قاسية تستطيب رؤية الدماء , وأياديهم تبطش , تقتل  بسيوف حادة مسمومة إستدعوها من زمن فات , هذا المسلسل يقدم لنا يومياً كل ماقد عفا عنه الزمن , يستعيدون الماضى بكل تفاصيله وهم فرحون مسرورون , ببدائيته وقسوته , يأبون أن يعترفوا بأننا أصبحنا فى عصر التكنولوجيا وثورة الإتصالات , وأن عصر الجاهلية قد إنتهى , عصر الناقة والصحراء الجرداء وأبار المياة الجوفية ورعى الغنم , والسبايا من النساء .
وكان اخر مسلسلات هؤلاء الداعشيين هذا طبعاً الى جانب قطع رؤوس ضحاياهم  وتعليقها على الأعمدة فى الشوارع والتنكيل بالموتى , كان هناك مشهد لمقطع فيديو نشروه عبر مواقع التواصل الإجتماعى عبارة عن سوقاً للجوارى فى يوم يسمونه " يوم السبايا" يتم فيه المقايضة على إمرأة يزيدية لبيعها , وكيف كان لصاحبات الأعين الزرقاء والخضراء وصغار السن الحسناوات أسعار خاصة فى هذا السوق , هذا المشهد أعاد لى ماكنا نشاهده فى الأفلام المصرية الدينية مثل فيلم فجر الإسلام وهجرة الرسول والشيماء وبلال مؤذن الرسول وكيف كان الكفار يعذبون كل من دخل فى الدين الإسلامى من الرجال والنساء بلا رحمة ولا شفقة , وإجبارهم على سب وقذف الرسول الكريم "صل الله عليه وسلم" , وكيف كانت المرأة فى هذا العصر تعيش فى ذل وإنكسار , لامكانه ولاصوت لها , كانت مجرد سلعة تباع وتشترى فى سوق النخاسة , كانت مجرد هدايا تُهدى للعظماء والمنتصرين من الرجال فى الحروب التى إستهدفت وأد الدين الأسلامى وهو فى بداية الدعوة اليه والخلاص ممن إعتنقه .
ماجعلنى أذكر تلك المشاهد هو تعجبنى الشديد ممن يدَّعون أنهم مسلمون , وأنهم يدعون الى تطبيق الشريعة الإسلامية , وإقامة دولة الخلافة الإسلامية , أتعجب وبداخلى الآف الأسئلة , فكيف يطلقون على أنفسهم إسم تنظيم الدولة الإسلامية وأفعالهم لاتمت للدين الإسلامى بأى صلة  , فكيف يكونون مسلمون حقاً وهم يكررون نفس ماكان يفعله الكافرون فى الجاهلية ؟؟؟؟ وكيف يقولون أن الإسلام قد كرم المرأة وهم لايكرمونهن , فكيف من أكرمه الله فى قرأنه الكريم يُهان بهذه الطريقة , ويهبطون به الى أدنى مرتبة , فهل بيع النساء فى سوق الجوارى هو التكريم ؟؟؟ وكيف سيتقبل البشر الدخول فى هذا الدين تحت هذا الشعار وهم يشهدون بأعينهم مدى قسوة قلوبهم وفساد عقولهم  ألم يستمعون الى قول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) سورة النحل : 125: 128. صدق الله العظيم .
تم النشر فى :-
الدستور - الجمهوريه - مصر 11 - شباب النيل - شموس - شبكة الطليعة 

دعوات مشبوهة


دعوات مشبوهة
كتبت / جيهان السنباطى
بين الحين والآخر تخرج علينا جماعات الفتنة بدعوات للتظاهر والخروج الى الميادين فى محاولة لإثبات وجودها على قيد الحياة , ومؤخراً دعت الجبهة السلفية – أحد مكونات تحالف دعم الشرعية – والتى لايزيد عدد أفرادها عن العشرات بما أسمته"إنتفاضة الشباب المسلم" وطالبت أنصارها بالخروج الى كافة الميادين رافعين المصاحف فى يوم 28 نوفمبر الجارى مستخدمة شعارات نارية تشعل بها قوة وحماسة الشباب حتى تكون إستجابتهم لدعوتها قوية فتستخدم الدين كسلاح وتلعب على أوتار المشاعر لمن فقد عزيزاً حيث المطالبة بالقصاص للقتلى .
وأرى فى إستخدامهم للمصاحف فى التظاهر إعتداء على كتاب الله وعدم إحترامه فهذا الكتاب له قدسيته ولايجب تعريضه لأى إهانه حتى ولو كانت غير مقصودة منهم فالخروج به يعرضه للسقوط على الأرض وربما تدوسه الاقدام غير مبالية نتيجة التدافع والكر والفر فلماذا المجازفة بكتاب الله ؟
كما أرى أن جماعة الإخوان المسلمين هى المحرك الأساسى لهذه الدعوة وليست الجبهة السلفية فهى ضعيفة وليس لها أى تاثير على الشارع المصرى لكن الجماعة الإرهابيه تستخدمها لتوجيه رسالة للمجتمع الدولى بأن هناك مؤثر إسلامى أخر غير الإخوان المسلمين أو بديل عنهم وممثل عنهم وهو الجبهة السلفية ويتطلع لتحقيق الحرية والعدالة الإجتماعيه والقصاص العادل كما يصرحون وأنهم يتعرضون للقمع والتعذيب أيضاً مثلهم حتى يحصلون على مساندة وتأييد من هذا المجتمع .
تلك الدعاوى الصبيانية الخبيثة والتى لم تلقى قبولاً سوى من المجلس الثورى المصرى الموجود فى تركيا لاهدف من ورائها سوى نشر الفوضى والعنف فى البلاد ومحاولة إستقطاب كوادر جديدة من الشباب تؤمن بافكارهم بعد أن اصيبت كوادرهم القديمة بالإحباط من قياداتهم وتيقنهم بأن تلك الجماعات تلقى بهم الى التهلكة والمواجهة المباشرة مع قوات الأمن فيما أن قياداتهم تنعم بالهدوء والأمان والإستقرار فى الخارج مما جعل الكثيرون من هؤلاء الشباب يحجمون عن المشاركة معهم فى أى فعاليات أوتظاهرات , كما إنشق عنهم أخرون حتى اصبح لاوجود لتلك الجماعات الإرهابية على الساحة وإنطفأ بريقها وإنكشف أمرها وحقيقة تأمرها على الوطن ووضحت الرؤية أمام الجميع وعلموا بأنها جماعات مزيفة تتعامل مع الشعب المصرى على أنه عدو لدود يجب عقابه لأنه لم يسمح لهم بقيام دولة الخلافة الإسلامية على أرضه كما كانوا يخططون وأنه وقف الى جانب رئيسه عبد الفتاح السيسى يؤيده ويسانده ويعلى مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية مما جعلهم يخيبئون فى جحورهم مع إحكام القبضة الأمنية على تلك الجماعات وملاحقتهم فى كل مكان وتصميم القوات المسلحة على بتر رؤوس الإرهابيين فلم نعد نسمع لهم صوتاً اللهم إلا بعض الهجمات الخسيسة التى إستهدفت قوات الجيش والشرطة , وبعض التفجيرات الآخرى التى إستهدفت المواطنين الابرياء من خلال زرع القنابل البدائية الصنع فى المناطق المزدحمة كعربات مترو الأنفاق والقطارات ومواقف أتوبيسات النقل العام كنوع من إثبات الوجود وكان لابد لهم من إفتعال حدث كبير يكون له تاثيرأ إعلامياً دولياً واسعاً يؤكد إستمرارهم فكانت الدعوة للثورة الإسلامية .
 تم النشر فى :-
الدستور - الجمهورية - مصر 11- شموس - ابناء النيل - شباب النيل - شبكة الطلعيه - مصر الحرة - شبكة اخبار المواطن - الحياة الان