الفساد.. سوء أخلاق أم فقر وإحتياج
كتبت / جيهان
السنباطى
كثُر الحديث مؤخراً عن إنتشار الفساد
فى مؤسسات الدولة عقب قيام ثورة يناير , وتعالت الأصوات مُنادية بضرورة الكشف عن
الفساد والمفسدين وتتبعهم فى كل مكان وتطهير الدولة من فسادهم , وعند البحث عن
الأسباب الرئيسية التى أدت الى إنتشار هذا المرض السرطانى اللعين إكتشفنا أنه قد
يكون بسبب الفقر والمرض والبطالة ومذلة الإحتياج , وقد يكون بسبب فساد الأخلاق
وخراب الضمائر وضعف الوازع الدينى , ورغم أن توافر سبباً واحداً من تلك الأسباب
لدى أحد الأشخاص كفيلة بأن تصنع منه فاسداً صغيراً يتوحش بمرور الوقت ليصبح من
أكبر رؤوس الفساد فى الدولة وخطراً كبيراً يهدد إستقرارها وأمنها ونهوضها , إلا
أننى أرى فى فساد الأخلاق السبب الأقوى لإنتشار هذا المرض الخطير فقد يكون
إنساناً فقيراً لكن عفيفاً وقد يكون مريضاً ولكن يأبى أن يكون علاجه بالمال
الحرام .
وكما يعتبر فساد الأخلاق من الأسباب
الأكثر أهمية فى إنتشار افة الفساد فى المجتمع , فإن الفساد الإدارى الحكومى هو
أخطر نتاج لهذا الفساد لأن ممارسته تساعد على نشر ثقافات فاسدة تصبح بمرور الوقت
جزء من قيم العمل الخاطئة مثل عدم إحترام وقت العمل , إفشاء أسرار العمل , سوء
إستعمال السلطة , الوساطة والمحاباة , الإنحرافات المالية والرشوة والإختلاسات
وإهدار المال العام , ولكى نواجه كل ذلك فلابد من تقوية أنظمة المسائلة والرقابة
فى الدولة , والتركيز على وضع العقوبات القانونية الرادعة لمعاقبة المنحرفين , تطوير
الإجراءات والنظم الإدارية الخاصة بإدارة الأعمال وإختيار العاملين , التركيز
على العامل البشرى فالمواطن هو الغاية , بالإضافة الى تحسين الوضع الإقتصادى
والحياة الكريمة لأبناء المجتمع , وتفعيل دور المؤسسات التربوية بكل مراحلها من
أجل خلق قيم وسلوكيات تؤثر على أهمية العمل والكسب الشريف وبيان عواقب الفساد , تفعيل
الجوانب الروحية والدينية التى تشجع على الإستقامة والسلوك الجيد .
وإذا قُمنا بتحليل الشخصية المصرية
فسنجد أنها ليست بالسيئة ولكنها من الشخصيات الأكثر تفاعلاً مع الأحداث , فمع كل
حدث تطفو على السطح شخصية جديدة بسمات جديدة , فتجدها مع النصر والنجاح إيجابية
جدا , ومع الإنهزام فهلوية , ومع الثورات تجدها ثورية , ومع الفوضى فوضوية , ولذلك
نجد أنه ما أن قامت ثورة 25 يناير وماصاحبها من تغييرات كثيرة وسريعة إلاوطفت
على السطح العديد من الصفات المذمومة حيث غلبت بذاءة الألفاظ والعصبية الشديدة
فى التعاملات بينهم بالإضافة الى الكذب والغش وخيانة الأمانة وإنتشار الرشاوى
والإختلاس وفى ظل عدم إمكانيه الرقابة والمتابعة من قبل الدولة على مؤسساتها فى
تلك الفترة إستطاع هؤلاء المفسدين تكوين شبكات من الفساد داخلها إنتشرت بشكل
مرضى حتى كاد الصالحون أن يختفون إذن المسؤلية الأكبر لتفادى السلوك السيىء
الناتج عن أى تغييرات مجتمعية تقع على المجتمع فليتنا نهتم بتربية النشأ تربية
صحيحة ونزرع بداخلهم الحب والإخلاص فى العمل وضرورة المراقبة الذاتية التى تقوم
على مبادىء الأخلاق .
|
إلا إننا نرفض الإنسياق الى الدعوات بالتظاهر التى خرجت عن حركات هُلامية معارضة للسلطة الحالية , لاهدف لها سوى نشر الفوضى والبلبلة فى البلاد , والضغط على الحكومة الحالية لإفشالها , مُستغلة فى ذلك الآم الفقراء , وتردى الحالة الإقتصادية للبلاد فى تلك الفترة , بزعم أن تلك الدعوات إنما تأتى فى صالح المواطنين الفقراء والمطالبة بحقوقهم .
وتعد حركات "18" , و"ضنك" , و"جوعتونا" التى برزت على الساحة , وإنتشرت على صفحات التواصل الإجتماعى , وجهاً جديداً لجماعة الإخوان المسلمين ومؤيديها , وأن دعوتها الى تنظيم مظاهرات فى 9 سبتمبر الجارى , ماهو إلا سياسة جديدة للضغط على الحكومة , ونشر الفوضى فى البلاد أملاً فى إحداث تغيير على أرض الواقع يسمح لها بالعودة مجدداً الى المشهد السياسى بعد عزل رئيسهم محمد مرسى فى 30 يونيو .
ورغم إنكار تلك الحركات الشبابية إنتمائهم الى جماعة الإخوان المسلمين , إلا أن هناك بعض الشواهد التى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك تبعية هذه الحركات الوليدة للجماعة , التي ما زالت تعيش حالة من الجنون والتخبط منذ إنكشاف مخططاتها عياناً أمام جموع الناس , الذين طالما إستغلت فقرهم وحاجتهم , ومن ضمن تلك الشواهد مايلى :-
• دعوة التظاهر التى جاءت تحت مسمى "ثورة الغلابة" يوم 9 سبتمبر , جاءت بعد 9 أيام فقط من فشل الجماعة المحظورة من الحشد للتظاهر فى 30 أغسطس 2014 , وهو مايؤكد على إصرار الجماعه على التواجد فى الشارع بأى شكل من الأشكال حتى تنفى فكرة أنها تم القضاء عليها أوإضعافها .
• أشارة البيان الذى خرج عن حركة "ضنك" , بالنص الى أن على الشعب المصرى إستعادة البلد من المشير السيسى الذى إختطفها , وإعادة الشريعة لحكم البلاد , فى إشارة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسى للحكم . • وصف "سامى" منسق الحركة للنظام الحالى بالإنقلاب , وهو ماتردده الجماعة الإرهابية دائماً.
• إستغلالهم لتردى الأوضاع الإقتصادية والأجتماعية خاصة فى المناطق الفقيرة والعشوائية , لنشر فكرة الأخذ بالثأر من الحكومة الحالية الظالمة , التى عملت على تجويعهم بمجموعة من القرارت الظالمة المستهدفة للفقراء .
• الإهتمام الواسع من قبل المواقع المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين , وقناة الجزيرة القطرية بخبر تاسيس تلك الحركات وعرض الفيديوهات الخاصة بها , بالإضافة الى الإسهاب فى التحليل والنقد للحكومة الحالية , والتأكيد على فشلها فى إحتواء أزماتها , والمقارنة الدائمة بين فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى , وفترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى .
• تمخض إجتماع الجماعة الإرهابية الذى أقيم فى تركيا مؤخراً عن قرارات تطالب بتغيير الشعارات التي تخرج في التظاهرات , مثل أزمة انقطاع الكهرباء , وارتفاع الأسعار نتيجة الأزمة التي تعانى منها مصر حاليًا , من أجل توجيه حراك شعبي ضد الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي لإفشاله .
ومع ذلك أؤكد أن تلك الدعوات ستفشل فشلاً ذريعاً , ولن تلقى قبولاً لدى المواطنين مثل الدعوات السابقة , وسيقف الشعب خلف قيادته السياسية للمرور بمصر الى بر الأمان , وأثق تماماً فى الأجهزة الأمنية وقدرتها على كشف مخططاتهم وفضحهم أمام الناس , ولكن على الحكومة أن تصحح من مخططاتها أيضاً لتوفير إحتياجات الفقراء , وتحسين معيشتهم , لسد الطريق أمام الوصوليين والمخربين لإستغلالهم فى تدمير الوطن .
تم النشر فى :
جمهورية اون لاين
http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=191154
مصر 11
http://www.masr11.com/2013-09-28-14-58-59/opinion/item/96022-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B6%D9%86%D9%83-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7.html#.VA69BWR0VqI.twitter
ابناء النيل اليوم
http://www.abnaelneel.com/?p=18704
شبكة اللواء الاخبارية
http://allwaaelaraby.com/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B6%D9%86%D9%83-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7/
النهار العربى
http://alnaharelarbi.com/%D8%AC%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B6%D9%86%D9%83-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7/
شبكة الطليعة الاخبارية
http://www.altaly3anews.com/archives/70560