الاثنين، 29 أبريل 2013

إنتهى عصر الابطال


بقلم : جيهـــان السنبـــاطى


كثيرا ماوجهت كلماتى الى السادة الساسة والمسؤلين , وكثيرا ما إنتقدت العديد من سياساتهم ومانتج عنها من سلبيات , وقدمت حلولا للعديد من المشاكل والأزمات التى تمر بها البلاد , ولكن لا أحد يسمع ولا أحد يرى , فهم يصمون أذانهم حتى لايسمعون سوى أرائهم , ولايرون سوى أوهام يعتقدون أنها إيجابيات تحققت فى عهدهم , حتى أصبحنا فى مأزق حقيقى الخروج منه يحتاج الى أكثر من مجرد قيادة سياسية واعية .
وأود أن اشيرأننا لسنا فى ظروف تسمح لنا بالاختيار والتفضيل بين هذا وذلك , ولسنا فى ظروف تتحمل عقد مقارنات بين الزعماء السابقين الذين تحملوا مسئولية البلاد سابقا , وكيفية إدارتهم للبلاد مثل الرئيس جمال عبد الناصر أو محمد انور السادات أومحمد حسنى مبارك , والتى يعتبرها الشعب المصرى شخصيات فولازية خارقة للعادى والطبيعى , وبين الرئيس الحالى محمد مرسى  الذى أعتلى كرسى الرئاسة فى ظل الظروف القاسية الراهنه التى تمر بها البلاد وسط حالة من الضبابية والصراعات والمشاحنات والشائعات , فالبحث حاليا عن بطل من أبطال كتب التاريخ والأساطير ليس فى صالحنا , فمصر تمر بأزمة وتحتاج الى وقفة , وتحتاج الى التكاتف والوحدة , وكل يد تساعد على البناء والتعمير وليس التشتت والفرقه , يكفى صراعات سياسية فالأمر اصبح كصراع بين ضرتين لإرضاء الزوج والخاسر فى النهاية هو الأبناء , دعونا نستمع لصوت العقل ونعطى فرصة لمن نراه صالحا ولا نعترض فقط من أجل الإعتراض , ففى تلك الفترة ليس هناك أبطال ولكن هناك شعب يراقب ويحاسب من أخطأ ولكن بموضوعية وبدون تحيز لفصيل دون الأخر .
اليوم أوجه كلماتى الى الشعب المصرى فهو أمل مصر ومستقبلها , وهو مصدر السلطة , وهو خط الدفاع عن بلاده ضد أى خطر يهددها , وأقول له لست ضعيفا ولا فى إحتياج لقائد , فكما أذهلت العالم بقيامك بثورة 25 يناير 2011 بدون قائد , تستطيع الأن النهوض بوطنك ايضا بلا قائد , فمهما كانت قوة القائد ومن حوله لن يستطيع النهوض بوطنه بمفرده فالمسئولية كبيرة , وعليك أنت أيضا مسئولية كبيرة فحارب الفساد وإكشف عنه الستار كل فى مجاله , ساعد رجال الأمن فى الوصول الى كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن الوطن , قف بالمرصاد أمام أى ايادى خفيه تعبث بإستقرار البلاد , ساعد فى بناء وتعمير وطنك إن لم يكن بالمال فبالمجهود أو العلم أو حتى بالتوجيه أوالمتابعة ولكن لاتكون سببا فى إنهياره ثم تلقى اللوم على الأخرين , فالساكت عن الحق شيطان أخرس , فكلنا مسئولون , وكلنا فى مركب واحدة , فلا تلقوا اهتماما لمن يحاول أن يقلل من عزيمتكم .
وعليك أيها الشعب العظيم أن تكون على يقين بأن ثورتك ثوررة حقيقة وليست كما يدعى البعض أنها " ثورة متجاوزة" أى تتجاوز الدين والايديولوجيات والاختلافات السياسية والطبقية والجيلية  أي أنها ثورة مجمعة لتيار وسطي رئيسي متجاوز لكل ما يمكن أن يكون سببا للخلاف وهذا التيار الوسطي ضروري وعلامة ايجابية على صحة وحيوية الثورة , كما أن ثورتك ليست اقل من ثورة 1919فكلاهما ثورتان شعبيتان ارتكزتا على قائمة مطالب نبعت من طموحات وارادة الشعب ولم تمل عليه من فوق ولذلك ينبغي أن تقود ثورة يناير 2011 الى تفجير الطاقات الابداعية للمصريين في شتى المجالات وأن تحدث نهضة حقيقة شاملة تلهم هذا الشعب العريق وشعوب المنطقة من حوله لاجيال قادمة ، ودون انجاز ذلك هو اهدار لما بذل في الثورة من تضحيات كبيرة ودماء طاهرة وأحلام نبيلة.
 تم نشر المقال فى الصحف الاتيه
موقع صحيفه العربى الناصرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق