الشباب .. وتحمل المسؤلية
كتبت / جيهان
السنباطى
إتهاماتٌ عديدة يُلقيها
المجتمع على الأجيال الشابة حتى يؤكد أنهم ليسوا على قدر كافٍ من تحمل المسئولية, وسريعاً مايوجه اللوم الى الشباب الذين لديهم
خوفٌ ورهبة من تحمل المسئولية , وينعتهم بالجبناء والضعفاء والأنانيين , والحقيقة
أنهم ليسوا بأنانيين ولا ضعفاء , ولكن عدم قدرتهم على تحمل المسئولية جاء نتيجة
عدم ثقتهم بأنفسهم وخوفهم من مواجهة الآخرين بأرائهم وإختياراتهم , وذلك بسبب بعض
الأخطاء التربوية داخل الأسرة المصرية , فنحن دون أن ندرى نربى أولادنا على أن لا
رأى إلا رأينا نحن , وأننا دائما على صواب , ولانسمح لهم بالنقاش ولا بالتعبير عن
أرائهم بحرية , ومن يتعدى هذا الحد نطلق عليه صفة ناقصى التربية , أو كما نقول
بالعامية "قليل الأدب" لأنه لايحترم رأى الكبير , ومع تكرار تلك المواقف
داخل الأسرة يتكون صورة ذهنية لدى الأطفال بأن مجرد إبداءهم لرأيهم فى أى شىء
ستكون النتيجة سيلٌ من التوبيخ والسب والقذف , فيتجه تدريجياً الى التقوقع داخل
نفسه وقبول رأى الآخرين دون تفكير ساعياً الى كسب رضائهم , نحن لاندرى هنا أننا
بتلك العادة القبيحة كسرنا جزء شديد الأهمية فى نفوس أولادنا وبترنا بأيادينا نبتة
صالحة كان من الممكن أن نحصد منها أشخاص أقوياء قادرين على تحمل المسئولية , بل
والإعتماد عليهم , لذا فعلينا أن نسعى جاهدين الى تنمية الشعور بالمسئولية لدى
أطفالنا ونغرس فيهم الإحساس بالآخرين ومشاركتهم مشاكلهم والبحث عن حلول لها.
والملاحظ أن المجتمع
يتعامل مع الشباب تبعاً للمثل الشعبى الذى يقول " السيئة تعُم والحسنة
تخص" حيث تصل حالة التعميم الى مالاحدود لها مع العلم بأن هناك نماذج شبابية
تستحق التقدير والإحترام وتستحق أن تُمنح لها الفرصة كاملة لإثبات وجودها فليس كل
الشباب متهورين ومنحلين وفاشلين فى دراستهم ويعشقون التسكع فى الشوارع بل هناك المتعلمين
والمثقفين الذين يحملون هموم وطنهم على أكتافهم ومنهم من يتطلع الى مستقبل أفضل
ويسعى للنجاح وأن تكون له بصمة واضحة فى مجتمعه فكيف نتهم جيلاً بأكمله بهذه
الإتهامات ولانسمح لهم بإثبات ذاتهم بالعمل الجاد والإجتهاد .
لانريد أن نكون
سهاماً موجهة لإجيالنا الشابة , ولانريد أن نكون سبباً فى وأد طموحاتهم , وقتل
الهمة والنشاط والحيوية فى قلوب شابة تبحث عن الحياة الكريمة تحت راية وطنها
الحبيب , بل نريد أن نفتح لهم كل الأبواب المغلقة ونمد اليهم يد العون لتحقيق
أحلامهم وأمانيهم , فلابد من الإستفادة من
طاقاتهم وتأهيلهم لتولى المسئولية , وصقل خبراتهم للإرتقاء بأوطانهم بعد سنوات من
التجاهل , وإستحواذ كبار السن أصحاب الخبرة على المناصب القيادية فى مختلف
القطاعات , حيث
حدث تهميش لدور الشباب وإهمال لطاقاتهم خلال المرحلة الماضية، فى حين كان من
الممكن ان تستغل تلك الطاقات لإحداث طفرة غير مسبوقة فى التنمية لكنه لم يحدث مما جعل
نفوسهم ثائرة وغاضبة ناقمة على وطنهم لأنهم لايشعرون فيه بأى تقدير وحقوقهم ضائعة حتي
انهم وقعوا فريسة لبعض الأيدولوجيات وثاروا ضد مصالح هذا الوطن.
ليتنا نعلم أن الشباب هم طاقة الأمة الحيوية المتجددة , وثروتها الحقيقية التي من
خلالها تستطيع تجاوز المراحل الحرجة التي تمر بها، كما كان لهم دوراً فعالاً فى التحول
الديمقراطى فى البلاد , وأمتنا في أشد الحاجة اليوم إلي أن تتعرف علي الشباب ودوره في
بناء المستقبل، لأنهم يمثلون العنصر الحي في الأمة وعنصر القوة بين الضعفين،
فالإنسان يسأل عن عمره بصفة عامة وعن شبابه بصفة خاصة، ولا يمكن أن يتم بناء
المستقبل إلا بالشباب المتعلم المؤمن، لأن الجهل لا يصنع أمة.
وواجبنا
تجاههم أن نوفر لهم فرص عمل مناسبة تحقق طموحاتهم ، وتشعرهم بالعدل والإنصاف ,
وربما يكون إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إنشاء مجالس متخصصة يشارك فيها 50%
من الشباب، وتكون تابعة لرئاسة
الجمهورية للمشاركة في بناء مستقبل مصر، ربما تكون بداية ناجحة
لإحتواء الشباب ورغبة صادقة من سيادته فى إعداد جيل جديد من الشباب قادر على تحمل
المسئولية، وقيادة مصرالمستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق