بقلم / جيهان السنباطى
فى كل مرة أمسك فيها قلمى إستعداداً وتأهباً لكتابة مقال جديد أبدأ فى
إستدعاء شحنة الطاقات الإيجابية بداخلى الداعية الى التفاؤل والأمل وأحاول دائما
النظر الى نصف الكوب المليان والتفكير فى الأحداث بمنطقية وحيادية شديدة حتى
لايصيبنى اليأس والإحباط ولكن أحياناً يستوقفنى تكرار بعض الأحداث بنفس الطريقة
وربما فى نفس الأمكنة وينتج عنها خسائر فادحة سواء كانت خسائر بشرية أو مادية وحينها
أتسائل ... لماذا تتكرر تلك الأحداث ؟؟؟ وكيف لايتم دراستها ووضع خطة للتعامل معها
لمنع تكرارها ؟؟ أين الخلل ؟؟
فمنذ العام الماضى والجامعات المصرية فى حالة غليان , شباب ثائر ,
وجماعات إرهابية تستغله فكرياً , وتحركات طلابية تدعوا الى إستمرارية الوضع الثورى
على ماهو عليه , والمواجهة دائما تكون بإحكام القبضة الأمنية , والقبض على المشتبه
بهم , وربما تصل الى إستخدام القوة أحياناً التى ينجم عنها جرحى وقتلى بين الطرفين طلاب ورجال الشرطة , والنتيجة دائما
عكس المأمول حيث يزداد غضب الشباب ويزداد التحدى وتتكرر الأحداث .
وقد أعاد لنا مشهد إنفجار قنبلة أمام جامعة القاهرة يوم الأربعاء
الماضى وما اسفر عنه من إصابات بين رجال
الشرطة وبعض المدنيين ماشاهدناه العام الماضى من أحداث عنف وخاصة الحادث الذى وقع
فى إبريل الماضى بميدان النهضة واسفر عن إستشهاد العميد طارق المرجاوى , وهو الأمر
الذى يشير الى وجود خلل ما يستلزم علاجه لتفادى إهدار المزيد من دماء أفراد الشرطة
.
الغريب فى الأمر أن القوات الأمنية مازالت تتعامل مع تلك الأحداث على
أنها أحداث فردية غير مؤثرة وإعتقادها بأنها عندما تحدث فى مكان لن يتم تكرارها
مرة أخرى فى نفس المكان فتنتظر دائما وقوع الحدث وبعده تتم عمليات التمشيط للمنطقة
وحصد الخسائر والتحدث إعلامياً بثقة شديدة على أن الأمور تحت السيطرة وأنهم بيدهم
كل الخيوط وأن الحل قريب ومع ذلك لانجد أى تغيير فى أسلوب تعاملهم مع تلك الأحداث
رغم أن الخاسر الأكبر من هذه الإنفجارات هم رجال الشرطة أنفسهم .
لابد أن تعلم الجهات الأمنية أنها لاتتعامل مع مجرد أحداث عنف عادية
من قلة من المجرمين والبلطجية ولكنها تتعامل مع مخططات إرهابية وتنظيمات دولية لجماعات
تفكر وتدبر وتبتكر وتستغل الثغرات التى يقع فيها رجال الأمن لإختراقها والوصول الى
أهدافهم ولايقف تفكيرها عند حد معين بل تحاول التجديد دائما بذكاء .
وأتسائل هنا ... لماذا لايتم تركيب كاميرات المراقبة خارج أسوار
الجامعة وفى الشوارع المحيطة بها وربطها بالكاميرات الداخلية للجامعة لمنع تكرار
هذا الحادث وسهولة الوصول الى الجناه الحقيقيين ؟؟ وهل سننتظر تكرار تلك المشاهد ونعطى للمخربين
فرصة لإفساد العملية التعليمية وضياع مستقبل ابنائنا وإرهابهم ؟؟ أم سنحاول التعلم
من أخطائنا ؟؟ والبحث عن بدائل أخرى لوأد الفتنة ومحاربة الجماعات الإرهابية التى
تسعى الى الخراب وإحباط رجال الأمن ....
تم النشر فى :
الدستور
الجمهورية
مصر 11
شباب النيل
شموس
شبكة الطليعة الاخبارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق