كتبت : جيهان السنباطى
يمثل تقرير الإتحاد الأوروبى حول حالة
حقوق الإنسان في مصر، والذي عُرض خلال جلسات المجلس الدولي لحقوق الإنسان ,
يمثل حالة من حالات الإبتزاز الواضحة جداً لمصر , والمعروف دوافعها وأهدافها ومن ورائها
أيضاً , وأى إنسان حتى من ليس له علاقة بدهاليز العمل فى المجال السياسى , أو حتى
قارىء جيد للأحداث فى مصر وخارجها , يستطيع أن يفهم مغزى ماورد فى هذا التقرير
المسيس غير المحايد الذى إحتوى على معلومات مغلوطة كثيرة عن الأوضاع فى مصر
والخاصة بحقوق الإنسان .
وغالباً مانجد حالة من التقلب والتناقض وفقدان الذاكرة تصيب الإتحاد
الأوروبى فقط عندما يتعلق الأمر بمصر وأوضاعها الداخلية , فكيف يكون الإتحاد
الأوروبى هو الساعى لحشد تأييد دولى لمكافحة الإرهاب وفى نفس الوقت ينتقد مصر
لإنها تحارب الإرهاب على أراضيها , ولايقف بجانبها ولا يساندها , وبدلًا من أن يدين الإرهاب الذي تعاني منه مصر وخاصة في
سيناء، نجدهم يدافعون عنهم ويطالبون مصر بالالتزام بالمعايير الدولية" , أى
معايير دولية هذه التى تطلب منا ضبط النفس مع جماعات إرهابية مسلحة تستهدف رجال
الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء والنيل من أمن وإستقرار الوطن .
كذلك أنه لأمر غريب مثيراً للدهشة أن يتزامن خروج
هذا البيان من الإتحاد الأوروبى فى هذا التوقيت بالذات !!! أى بعد فشل أمريكا
وحلفائها في إقناع الرئيس السيسي بالمشاركة في الحرب على داعش , ولذلك لا أستبعد
أن يكون هذا البيان هو أداة للضغط على مصر حتى تقبل الدخول عسكرياً وبرياً فى
الحرب على داعش فى سوريا والعراق حتى تكتسب هذه الحرب شرعيتها .
أيضاً يجب ألا ننسى أن هناك تحركات ولقاءات إخوانية
تتم دائما مع الإتحاد الأوروبى تهدف الى ممارسة ضغوط شديدة على مصر للإفراج عن
قيادات الإخوان، ووقف أحكام الإعدام الصادرة ضدهم، وإعادة النظر فى حكم حل حزب
الحرية والعدالة الإخواني , مما يثير الشكوك فى أهداف هذا البيان ويؤكد ان الهدف
منه ليس المطالبة بمراعاة حقوق الإنسان فى مصر , ولكن إنصاف الجماعة الإرهابية بأى
شكل حتى ولو بالكذب والتدليس , والإعتماد على معلومات مغلوطة , مثلما فعل سابقاً
تقرير هيومن رايتس وتش الذى لم يستند إلى
شهادات حقيقية للأحداث، واعتمد على طرق غير دقيقة فى جمع البيانات" .
يجب أن يعلم هؤلاء أن مصر تغيرت , وأن ثورة 30 يونيو قد أعادت لها
كرامتها وهيبتها ومكانتها بين دول العالم ولن يؤثر فيها وفى إستقرارها بيانات وتقارير
يعلم الجميع أنها مسيسة ومغلوطة وغير محايدة وليس هناك مايؤكد صحة ماجاء فيه ,
فيجب أن تتعاملوا مع مصر على أساس مكانتها وقوتها وتاثيرها الخارجى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق