تطوروا ..
ولاتتهوروا !!!
كتبت / جيهان السنباطى
يعتبر الهاتف المحمول أحد اشكال
أدوات الإتصال اللاسلكى , والذى بدأ ظهوره فى العالم عام 1973 على يد الدكتور
مارتن كوبر, الذى صنع أول هاتف محمول فى
التاريخ , وكان وقتها يزن حوالى 6 كيلوجرامات , وأعقب هذا الإختراع تحديثات عدة
للهواتف المحمولة بمميزات ومواصفات أحدث من حيث الوزن والشكل والتقنية والإمكانيات
والخدمات المقدمة للعملاء , ولم تتوقف الشركات منذ أن تم إختراعه وحتى الآن عن
تطوير خدمات وأشكال جهاز الهاتف المحمول حتى أصبحت تلك الأجهزة أكثر من مجرد وسيلة
اتصال صوتي , حيث إستخدامها كأجهزة الحاسوب الكفيّ للمواعيد , واستقبال البريد الصوتي , ورسائل ال"اس ام اس" أو الرسائل النصية , والتصوير , ورغم تكلفتها
المادية العالية فى بداية ظهورها إلا أنها لاقت نجاحاً وإنتشاراً واسعاً فى العالم
كله وتسارع الجميع فى الحصول عليها حتى فى دول العالم الثالث التى تعانى من أزمات
إقتصادية .
وكانت مصر من ضمن تلك الدول التى
فتحت أسواقها لإستقبال كل جديد من أجهزة الهواتف المحمولة , حتى بلغ عدد مستخدميه
100 مليون مستخدم ًأى أكثر من تعداد سكان مصر , وفى بدايات إستخدامه فى مصر كانت
الرسائل النصية تمثل وسيلة جديدة وشيقة للتواصل الإجتماعى , حتى إستغنى بعض
المصريين بالتدريج عن إجراء المكالمات التليفونية وإستبدلوها بإرسال رسائل نصية , تتضاعف
أعدادها فى المناسبات والأعياد بنسبة كبيرة , حتى أن شركات المحمول العاملة فى مصر
فى هذا التوقيت كانت تعلن حالات الطوارىء تحسباً للإقبال الشديد على شبكاتها , وكان
المصريون يرسلون ويستقبلون رسائل التهنئة فى مناسبة واحدة فقط كعيد الأضحى المبارك
مثلاً مايقارب من مليار رسالة بما يعادل تكلفته نحو 250 مليون جنيه تقريباً , لكن
مع مرور الوقت وماتبعه من تقدم تكنولوجى فى وسائل الإتصالات برزت تطبيقات مجانية
جديدة للمحادثات الفورية عبر الإنترنت تتيح إستمرار التواصل , مثل "سكايب
وفايبر وواتساب" بالإضافة الى مواقع التواصل الإجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر ,
مما زاد من معاناة وخسائر شركات الإتصالات نتيجة تراجع إيراداتها من خدمة الرسائل
النصية "إس إم إس" خلال العامين الماضيين وهو مادعى الجهاز القومى
لتنظيم الإتصالات لإجراء دراسات عاجلة عن تاثير تلك التطبيقات على شركات الإتصالات
إجتماعياً وإقتصادياً , وأخشى ماأخشاه أن يكون نتاج تلك الدراسات هو صدور قراراً بوقف
إستخدام تلك التطبيقات مستقبلياً ولو بشكل تدريجى مثلما أوقفت السعودية تطبيق
"فايبر" , ومثل الإستعدادات التى تقوم بها إيران لحظر تطبيقات
"الفايبر وتانغو وواتساب" أو وضع قيود ورقابة على تلك الخدمات تحد من
الإقبال عليها حتى تعود المياة لمجاريها كما نقول كمصريين فى أمثالنا الشعبية
ونعود مرة أخرى الى رسائل ال"اس ام اس" , ولكنى أؤمن أن الرجوع للخلف مستحيل
, وأنه إذا تم حظر تلك الخدمات مؤكد أنه سيتم إختراع خدمات أخرى تتفوق على سابقتها
, ولذلك فالأفضل لنا أن نتطــــور لا أن نتهــــور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق